محمد حمدى

محمود عوض.. سماعى

الأحد، 30 أغسطس 2009 09:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدعى معرفة عميقة بالراحل الكبير الأستاذ محمود عوض، وباستثناء فترة عابرة لم تدم عدة أشهر كان لى شرف العمل معه، ظلت علاقتنا عبارة عن اتصالات هاتفية هى الأهم فى حياتى على الإطلاق.

عرفت الأستاذ محمود عوض بشكل شخصى حين عمل مستشارا لتحرير صحيفة القبس الكويتية بالقاهرة عام 1990، وأحضر الزميل أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام الآن ليعمل مسئولا لمكتب القاهرة، بينما استعان بالزملاء عبد الله كمال وطارق حسن وحمدى رزق وعمرو خفاجى وغيرهم من شباب روزاليوسف الواعد فى ذلك الوقت للعمل معه فى مكتب القاهرة.

وأعتقد أن أهم ما كان يميز الأستاذ محود عوض عن كثيرين غيره من العاملين فى مجال الصحافة قدرته على اكتشاف الموهوبين ودعمهم ومساندتهم.. وإذا تأملت تجربة القبس القديمة ستكتشف أن الشباب الذى اعتمد محمود عوض عليهم أصبحوا جميعا رؤساء تحرير ومسئولين عن صحف ومطبوعات.

وباستثناء تجربة القبس التى لم تدم سوى بضعة أشهر تقريبا انقطعت العلاقة مع الأستاذ محمود عوض، واختفيت فى العمل فى الصحافة العربية والأجنبية حتى عدت للعمل فى الأهرام عام 1998 ومع أول موضوع فى الأهرام العربى وكان عن محاولة اغتيال النائب الكويتى عبد الله نيبارى فوجئت باتصال تليفونى من محمود عوض يشيد فيه بالتحقيق الذى كان مميزا، كما قال وتقريبا كان الحوار الوحيد الذى جرى مع النائب النيبارى وهو بين الحياة والموت وقبل سفره للولايات المتحدة للعلاج.

هكذا شاء القدر أن تكون العلاقة مع الأستاذ محمود عوض اتصالات هاتفية طيلة أحد عشر عاما، معظمها تقريبا من جانبه، للثناء على موضوع كتبته، أو مقال نشرته، أو كتاب أصدرته وقرأه.. وبعد سنين من العلاقة السمعية رأيت محمود عوض مرة أخرى فى حفل إطلاق اليوم السابع الذى أقيم فى قصر البارون إمبان بمصر الجديدة.. كان الأستاذ محود عوض قد تقدم به العمر، لكنه لم يسمح للعمر بالقضاء على روحه الجميلة أو إصابتها بالوهن. ورغم هذه المقابلة عادت العلاقة لسابق عهدها، اتصالات تليفونية تنم عن شخص متابع بشكل كبير ونادر، لدرجة أننى حين توقفت عن الكتابة خلال أزمة منع الصحفيين بالأهرام من الكتابة خارجها أنشأت صفحة على الفيس بوك أكتب فيها مقالات يومية عن ذكريات أومذكرات عشرين عاما فى بلاط صاحبة الجلالة.

وفوجئت أيضا باتصال تليفونى كالعادة من محود عوض يثنى على مقال كتبته عن صديق صحفى يعيش فى لندن هو أحمد مصطفى الذى يعمل فى الـ"بى. بى. سى"، وكعادته ولأنه صحفى حقيقى متحقق مع نفسه، حتى ولو لم ينل منصبا، لا يجد غضاضة فى اتصال تليفونى ليقل لشخص لم يعرفه سوى عدة أشهر قبل 19 عاما ليقول لقد أحسنت. هذا هو محمود عوض الذى عرفته، والذى رحل عن عالما، ربما أراد هذا الرحيل حين ابتعد كثيرا عن الناس، وعاش وحيدا لكنه فى أقصى لحظات الوحدة لم يتخل أبدا عن الاهتمام بقضايا وطنه وأمته ودفاعه المستميت عن البسطاء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة