محمد حمدى

المناضلة.. والكارو!

السبت، 01 أغسطس 2009 01:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بثياب امرأة بدوية عبرت الشاعرة الفلسطينية غالية أبو ستة معبر إيرز الإسرائيلى من غزة متوجهة إلى رام الله لحضور المؤتمر العام السادس لحركة فتح بعد أن قررت حماس منع أعضاء فتح من مغادرة غزة إلا إذا تم إطلاق معتقلى حماس فى رام لله.

غالية أبو ستة ركبت على عربة "كارو واجتازت الحواجز الأمنية التى أقامتها حماس لمنع أعضاء حركة فتح من مغادرة القطاع، وترددت أنباء لم تتأكد بعد عن هروب العشرات من نشطاء فتح من غزة لحضور المؤتمر لكن غالية أبو ستة هى المرأة الوحيدة التى استطاعت التسلل لحضور المؤتمر.

وبغض النظر عما إذا نجح كوادر فتح فى غزة فى حضور المؤتمر العام لحركتهم من عدمه، فإن قرار حماس منع نشطاء فتح من حضور المؤتمر، يضاف إلى سلسلة إجراءات اتخذتها الحركتان من شأنها إلقاء المزيد من المصاعب على الجولة الأخيرة من الحوار الفلسطينى المقرر عقده نهاية الشهر فى القاهرة لوضع حد لحالة الانقسام الفلسطينى التى دخلت عامها الثالث.

ولا يمكن لأحد إنصاف فريق فلسطينى على حساب الآخر، فتذرع حركة حماس بعدم السماح لأعضاء فتح بمغادرة غزة لحضور مؤتمر الحركة بداعى الإفراج عن معتقلى حماس فى الضفة، يقابله أيضا وجود معتقلين من فتح فى غزة.. وهوما يعنى أن الحركتين تمارسان القمع فى حق معارضيها.. وأصبحت سجون الضفة وغزة تمتلئ بالفلسطينيين من الحركتين على السواء.

وفى ظل هذا المناخ الذى تسيطر عليه المماحكات السياسية بين الحركتين يبدو أن القضية الفلسطينية لا مكان لها على جدول أعمال الرئيس الفلسطينى محمود عباس ولا رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل فكل منهما يسعى لتعزيز سلطته على الأرض أكثر من محاولة إنهاء قضية الاحتلال الإسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ورغم الدعايا الكبيرة التى حظيت بها حماس ورفعت بها شعبيتها فى العالم العربى باعتبارها حركة مقاومة ترفض التنازل عن الأرض، فإنه من الناحية السياسية لا تبدو هناك أية فروق بين فتح وحماس فكلتا الحركتين توافق على دولة فلسطينية فى حدود الرابع من يونيو 1967 وهو موقف أعلنه زعيم الحركة الراحل الشهيد الشيخ أحمد ياسين وأعاد خالد مشعل تكراره أكثر من مرة وفى عدة أحاديث مسجلة لصحف وتليفزونات أوروبية وأمريكية.

ويبدو أن تحرير الأرض الفلسطينية بالتفاوض أو بالمقاومة قد تراجع الآن وأصبح أكثر ما يشغل مناضلو حركة فتح هو ابتكار طرق جديدة للهروب من غزة لحضور المؤتمر العام فى رام الله.. أو البحث عن طرق مبتكرة للهروب من سجون حماس او السلطة الفلسطينية، بينما قبل انفصال غزة عن الضفة كان المناضلون الفلسطينيون يبحثون عن طرق مبتكرة لاختراق الحدود والوصول إلى قلب إسرائيل لتنفيذ عمليات مقاومة بها.

هذا هو وضع المقاومة الفسطينية الآن: مناضلة تهرب من غزة على عربة كارو.. ومناضل يهرب من سجن برام الله، وآخر من سجن برفح أو غزة.. وحتى يعود الخلاص من الاحتلال ليصبح هو القضية المركزية للفلسطينيين، ستظل أكبر حركتين على الساحة الفلسطينية متفرغتان للصراع بينهما.. وليس مع إسرائيل!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة