سعيد شعيب

أوهام منتصر الزيات

الثلاثاء، 28 يوليو 2009 11:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمكننى الاتفاق مع انتقادات الأستاذ منتصر الزيات لنظام الحكم فى مصر، فلى ولغيرى انتقادات ربما تكون أكثر شراسة، ولكن لا يمكننى الموافقة على وصفه لقطر بأنها واحة الحرية، كما قال فى العدد الأسبوعى من جريدة الدستور.

فالمبرر الذى قاله متهافت، فهو يعرف أن النظام القطرى يستضيف رموز المعارضة العربية على أرضية الكيد السياسى مع أنظمة حكم أخرى، وبالتالى فهم سيرحبون بسب ولعن لسلطة الحاكمة فى مصر، ولكنهم لن يسمحوا له بانتقاد أنظمة أخرى مثل السعودية، كما سيطردونه فوراً إذا قاد احتجاجاً سلمياً على احتضانهم لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى المنطقة، أو على التطبيع المعلن مع العدو الإسرائيلى، وإذا لا قدر الله وفكر الزيات فى أن يتحدث عن غياب حرية الصحافة، وكل مظاهر الديمقراطية، فسوف يطردونه فورا، وإذا تجرأ وسأل عن الصلاحيات المطلقة للأمير وحاشيته وعائلته، أو إذا أراد فتح ملف انقلاب الأمير على والده، فسوف يفعلون ما هو أكثر من الطرد.

الحقيقة أن الأستاذ منتصر الزيات ليس حالة استثنائية فى هذا السياق، فمثله كثير من المعارضين، كرهاً فى السلطة الحاكمة فى مصر، مجدوا أنظمة حكم لا تقارن فى استبدادها بما يحدث فى بلدنا، مثل صدام حسين وبشار الأسد والقذافى ونظام الملالى فى إيران وحماس فى غزة وغيرهم وغيرهم.

ليست لدى مشكلة فى أن يدافع من يشاء عما يشاء، ولكن المشكلة فى المعايير المزدوجة، فإذا كانوا يلعنون نظام مبارك بسبب الديمقراطية وحقوق الإنسان، فعليهم أن ينتقدوا هذه الأنظمة بذات المعايير، وساعتها يمكننى أنا وغيرى أن نصدق أن انتقاداتهم لوجه الله ولصالح بلدنا.

فهل منطقى، على سبيل المثال أن يكيل الدكتور سعد الدين إبراهيم المديح للشيخ موزة زوجة حاكم قطر، كتب ذلك فى جريدة المصرى اليوم، وكأنها قائدة وحامية الديمقراطية فى العالم العربى، فى حين أنه وغيره ينتقدون بشراسة زوجة الرئيس مبارك.

طبعا ليس منطقياً لأنها معايير مزدوجة ومضللة، فمصر دولة فيها مؤسسات، فيها أحزاب وحرية صحافة وبرلمان، وحراك اجتماعى وسياسى كبير، من الصعب مقارنتها بإيران أو قطر أو غيرهما.

هذا لا يعنى أنها الجنة، ولكننا سنناضل طويلاً ضد سلطة مستبدة، ووصولاً لعدل وحرية نحلم بهما، وليس ما يسوقه سين أو صاد عن أوهام مضللة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة