كريم عبد السلام

ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

الإثنين، 27 يوليو 2009 11:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
معركة إعلامية عنيفة سوف تشهدها وسائل الإعلام خلال الفترة المقبلة، بطلتها المحامية والناشطة الحقوقية نجلاء الإمام رئيس جمعية "بريق" لمناهضة العنف. فقد تداولت وسائل الإعلام نبأ اعتناق الإمام للمسيحية، ثم عادت وصرحت لليوم السابع بعكس ما تداولته وسائل الإعلام،مؤكدة أنها على إسلامها، وعلى الفور انفتحت عشرات من مواقع الدردشة والمنتديات على الإنترنت تورد آراء المتعصبين والمتطرفين من الجانبين، من يهلل فرحاً باعتناقها المسيحية، وكأن المسيحية كانت ناقصة حتى أكملتها "الإمام"، أو كأن الإسلام نقص بعد خروج "الإمام" منه، إذا صحت أى من الروايتين، عن اعتناقها المسيحية أو عن تمسكها بالإسلام.

المعركة المرشحة لأن تسجل أعلى التعليقات، وأن تحوز النصيب الأكبر من مساحات الهواء فى برامج التوك شو وفى معدلات التكفير والتكفير المضاد، هى للأسف الشديد من نوع المعارك الساخنة والمفتعلة فى الوقت نفسه، والتى تروج فى أى مناخ محتقن ومضغوط، يهرب فيه الناس إلى ما يلهيهم عن معاركهم الأصلية، وهى باختصار لا تخدم لا المسيحية ولا الإسلام، ولا المخلصين فى اعتقادهم بالدينين السماويين.

قبل أن ننجرف فى المعركة الساخنة حول مدى صحة اعتناق الناشطة نجلاء الإمام للمسيحية، أو صدقها فى ثباتها على الإسلام علينا أن نتذكر الآية 29 من سورة الكهف التى يقول فيها الله ـ سبحانه وتعالى ـ "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ".

قبل أن يتم استقطابنا فى الفريقين المتنابذين المتعاركين مثل الديوك الهندية، بالكلمات والمقالات والتصريحات والنواح والصراخ والشكوى من المؤامرات، علينا أن نتذكر جيدا قول السيد المسيح: "فكونوا رحماء كما أنّ أباكم أيضا رحيم، ولا تدينوا فلا تدانوا، لا تقضوا على أحد فلا يقضى عليكم، اغفروا يغفر لكم"، (لوقا 6 ).

قبل أن ننزلق إلى معركة مزيفة جديدة تزيد من إلهائنا عن قضايانا الأساسية، لنتذكر عدد الأميين فى مجتمعنا وعدد أطفال الشوارع، وعدد الذين يسكنون فى المقابر والعشش والخيام، وعدد المصابين بأمراض قاتلة مثل السرطان والفشل الكلوى، ولنسأل أنفسنا هل نستطيع أن ندخر طاقتنا فى الصراخ والزعيق وتبادل الاتهامات بالتكفير، وأن نقوم بعمل مفيد نخدم به أيا من المحرومين والعاجزين والمحتاجين إلينا حقا؟ هل نستطيع فعلا أن نتحمل مسئوليتنا الاجتماعية ، بدلاً من الانجراف فى معارك مزيفة تقوض أركان مجتمعنا؟ هذا هو السؤال على حد تعبير شكسبير.

الناشطة الحقوقية نجلاء الإمام تنفى اعتناقها المسيحية











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة