سعيد شعيب

الفخ

الخميس، 23 يوليو 2009 09:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تخيل معى لو أن عمارة يسكن فيها عدد من المسلمين والمسيحيين والبهائيين، وغيرهم من أصحاب المعتقدات الدينية، كل منهم بدون أدنى شك يريد تطبيق ما يتصور أنه شرع الله على الأرض على كل السكان. وإذا أضفت أن فى كل دين مذاهب وأفكارا شتى، وكل واحد منحاز بالضرورة لسيادة مذهبه، فهذا معناه أن لدينا مئات من الرؤى السياسية يريد أن يكون كل منها الحاكم وحده على كل أهل العمارة.

فماذا سيحدث؟
احتقانات ثم عنف وربما حرب أهلية، فكل منهم يتصور أن مسئوليته التى يجب أن يموت من أجلها هى تطبيق ما يتصوره أنه شرع الله.. وبالطبع سيحكم الأقوى عددا أو تسليحا، وعندما يضعف ينقلب عليه آخر ليحكم بالحديد والنار.. وهكذا.

أنا لا أشكك فى دوافع المتدينين، فهم صادقون يريدون الصالح العام، ويريدون مصر جنة الله على الأرض، واختاروا الطريق الذى يرونه صحيحا.. ولكن المشكلة أنه فى زمننا لم تعد هذه الحلول صالحة.. وهذا المنطق سيؤدى إلى طريق مسدود، وستضيع طاقة البلد فى حروب واحتقانات لا علاقة لها بالمشاكل الأصلية التى يعانى منها كل من يعيش على هذه الأرض.
وإذا أضفت إلى هذه الصراعات الدينية، الصراعات السياسية، فاليمينى يريد أن تكون البلد كلها مثله، وكذلك اليسارى وباقى التيارات .. فهذا معناه مزيد من الحروب الأهلية ومزيد من الخراب والفوضى والدماء.

والحل الوحيد هو ألا تتبنى الدولة دينا واحدا ولا آيديولوجية سياسية واحدة، فليس الحل أن تحكمنا دولة شيوخ أو قساوسة أو غيرهم من رجال الدين، ولا يحكمنا تيار سياسى بالحديد والنار، ولكن الحل الوحيد للتعايش ما بين مختلف الأضداد هو أن تكون الدولة هى الحامية لحقوق وواجبات متساوية للجميع.

وعندما يأتى إلى الحكم أى تيار ليس من حقه تغيير أسس الدولة، وأهمها على الإطلاق الحقوق والواجبات المتساوية للجميع، ولكنه ينفذ برنامجه الذى فاز فى انتخابات حرة فى إطار الحفاظ على الدولة وتقويتها. أظن، وليس كل الظن إثم، أن هذا هو الحل الوحيد لكى نتعايش جميعا بسلام فى وطن واحد، وأظن أن هذه هى الطريقة الوحيدة التى يمكن أن تتقدم بها بلدنا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة