سعيد شعيب

نجاد ضد التطرف

الثلاثاء، 21 يوليو 2009 12:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خير ما فعل صديقى نجاد البرعي، عندما قرر مقاضاة كل دور النشر التى تسمى نفسها إسلامية وتطبع كتباً تسىء للإسلام، ومنها الذى يبشر بكرامات الأولياء ومنها ما يزعم أن الختان من الإسلام، أو تلك التى تدعى أن هناك علاجا بالقرآن، وكتب السحر والشعوذة وغيرها وغيرها.

هذا يعنى أن البرعي، كما قال لموقع اليوم السابع، سوف يختصم قضائيا من مشيخة الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية ووزارتى الإعلام والأوقاف، فهى فى رأيه لا تقوم بدورها فى الحفاظ على الدين الإسلامى وتترك الناس نهباً للأباطيل.

أهمية مبادرة البرعى أنها سوف تنهى اختطاف الإسلام من جانب العديد من المؤسسات والتيارات والأفراد فى بلدنا، وتعيد الأمر إلى طبيعته الأولى وهى أنه لا يوجد كهنوت فى هذا الدين العظيم، فلا قداسة لأحد، ولا قداسة لعلماء مهما كان وزنهم، ولا قداسة لمؤسسة دينية، فكلنا مسلمون من حقنا الاجتهاد والاختلاف مع أى إنسان مهما علا قدره ومهما كانت المؤسسة التى يمثلها.

الأمر الثانى المهم فى قرار نجاد، هو أنه ينتقل إلى ساحة القضاء الذى أصبح أهم ساحات الصراع مع التطرف، بعد أن انحسرت موجاته الإرهابية المسلحة، والتى راح ضحيتها مصريون أبرياء لا ذنب لهم، وراح ضحيتها قامات بوزن دكتور فرج فودة، وكان كل ذنبه أنه اختلف مع هؤلاء المتطرفين. وبعد تبرؤ قطاعات كبيرة من التيار الدينى من العنف لجأت إلى القضاء، وهو تصرف مدنى لابد من احترامه، وكسبوا العديد من القضايا التى تصب فى خانة إعدام الحريات، وصوروا ديننا العظيم وكأنه يعادى الحريات ودولة المواطنة والمساواة وكل شىء وأى شىء، لقد أفقدوه جوهره الإنسانى النبيل الذى أرساه الرسول صلى الله عليه وسلم فى دولة المدينة، وذلك لأهداف سياسية خلاصتها تأسيس دولة يحكمها شيوخ، فهم لا يريدون الإسلام ولكن السلطة.

بصراحة قرار البرعى شجاع، ومبادرة فردية أتمنى أن تتسع وتكسب لها مساندين، يفعلون مثله، وهو الناشط الحقوقى الذى أفنى حياته فى ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان، وجوهر المبادرة هو التخلى عن السلبية، وألا نكون رد فعل للتطرف، ولكننا نبادر للاشتباك السلمى مع أفكاره ومفاهيمه التى تريد تدمير الحاضر والمستقبل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة