سعيد شعيب

تيجى نعمل جبهة

الجمعة، 10 يوليو 2009 07:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أسهل حاجة" فى مصر، أن تؤسس مع بعض الأشخاص جبهة للتصدى لأى شىء، ثم ينفض الأمر ولا يبقى سوى شخص واحد يجلس أمام شاشة كمبيوتر ليصدر بيانات إدانة لأى شىء عبر الإنترنت، وتنقلها الصحافة والمحطات الفضائية والمواقع الإلكترونية، وينشغل الناس بها، سواء أكانت تافهة أم جادة، وأجهزة الإعلام معذورة إلى حد كبير، فهى تلهث وراء ما تستطيع بيعه للناس من أخبار. لا أقصد حرمان أى مواطن من حقه الدستورى والإنسانى، فى التعبير عن رأيه، ولكننى متحفظ على الاختباء خلف يافطات ضخمة من نوع التحالف والجبهة للمبالغة فى قوة لا يملكها، ومصداقية وحصانة لا يستحقها.

هذه النماذج كثيرة، منها على سبيل المثال، جبهة علماء الأزهر، وهى كانت جمعية مشهرة، ورفع شيخ الأزهر ضدها دعوى قضائية لحلها بسبب ما اعتبره سبا وقذفا فى حقه، وفشل أصحابها فى استعادتها قضائيا. هذه "الجبهة" اختارت اسما غير دقيق، فهى لا تضم كل علماء الأزهر، ولكن بعضهم، و"كل واحد راح لحاله". التحفظ الثانى أنه لم يعد هناك سوى الدكتور يحيى إسماعيل الذى يعيش فى الكويت، ويصدر بياناته معتبرا أنه كل "جبهة علماء الأزهر"، حتى يمنح نفسه مصداقية وقداسة، رغم أنه، ومع كامل التقدير والاحترام له، مجرد فرد مثلى ومثلك، يخطئ ويصيب.

التحفظ الثالث على الدكتور المتخفى وراء اليافطة المرعبة، هى تكفيره للآخرين، فقد أصدر بيانا، نشره موقع اليوم السابع، يكفر فيه الدكتور سيد القمنى، ويضعه من بين المرتدين، هكذا مرة واحدة، دون أن يبذل ولو قليل من الجهد ليطرح رأيه المختلف، لكن التكفير أسهل وأسرع وأكثر جاذبية وإثارة، ولذلك لم يقل لنا فى بيانه من هم أتباع وزير الثقافة وأصدقائه الذين منحهم الجوائز من أموال الدولة التى أرهقتها الأزمات، حتى يعرف الرأى العام، ولكنه اكتفى بأن الوزير "شريك للغادر والكافر". والأمر هنا ليس أن تكون مع القمنى أو ضده، أو تكون مع الوزير أم ضده، فى احترام الاختلاف وليس التكفير، والاختباء وراء يافطات مرعبة لتحقيق أهداف لا يعلمها إلا الله.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة