سعيد شعيب

اعتقال الاعتدال

الثلاثاء، 30 يونيو 2009 06:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قلت للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح صادقاً "أتمنى أن تكون أنت مرشد جماعة الإخوان"، كنا قد خرجنا ومعنا الدكتور عمرو الشوبكى بعد لقاء ساخن فى برنامج العاشرة مساءً، كانت تدور حول الحوار الذى أجريته مع مهدى عاكف، وقال فيه العبارة التى أصبحت شهيرة "طظ فى مصر وأبو مصر وإللى فى مصر".

لم أكن مجاملاً لأبو الفتوح، فالرجل كان مفارقاً إلى حد كبير للدولة الدينية التى يتبناها خطاب الإخوان، وكان أقرب للدولة المدنية، ولو حدث وتولى الجماعة لاستطاع تقريبها لأفكاره، وربما استطاع تغيير منهج التيارات الدينية فى عالمنا الإسلامى.

تعرفت عليه لإجراء حوار صحفى تم نشره فى جريدة العربى، وقال فيه الكثير من الأفكار الجريئة على الجماعة القديمة، منها مثلاً "نحن لسنا ضد حرية الإلحاد"، "الحوار وسيلتنا الوحيدة مع المختلفين معنا"، "لا نعترض على اختيار مسيحى رئيسًا للجمهورية بالانتخاب"، "لو كان الذين يحتلون فلسطين مسلمين لقاتلناهم"، "لا يوجد ثأر تاريخى بين المسلمين واليهود"، "لا يوجد شىء اسمه الأدب الإسلامى"، "القرآن كان ديمقراطيا مع الكفار.. فلماذا نخاف من أى فكر؟"، "ليس من حق الإخوان أو غيرهم مصادرة رأى أحد"، "لا نقبل أن يعتبر أحد نفسه المتحدث الوحيد باسم الإسلام"، و"تاريخ مصر لم يبدأ بدخول الإسلام".

نشر هذا الحوار أدى إلى محاكمته داخل الجماعة العتيدة، وهو ما نفاه، ولكنه لم يستطع نفى وجود هجوم واسع عليه من الكثير من أعضاء الجماعة وقياداتها، وكنت مؤمناً بدعم التيار الذى يمثله الرجل، رغم خلافى الجذرى معه ومع أفكار الجماعة كلها "على بعضها"، لكن الجماعة ليست كتلة واحدة صماء، ولكنها مثل كل الجماعات فى الدنيا فيها تنويعات.

لست ضد أن يحاكم أى إنسان إذا خالف القانون، ولكن أمام قاضيه الطبيعى وليس أمام المحاكم العسكرية، ولكن السلطة الغبية تلجأ للحل الأمنى فى قضية سياسية وفكرية بالأساس، ناهيك عن أن القبض على كل أعضاء الجماعة ومحاكمتهم عسكرياً لن ينهى الأفكار، ولن يقوى النظام الحاكم، بل سيقوى الإخوان، فالأفكار لها أجنحة.

قلبى مع المقبوض عليهم، وعلى رأسهم صديقى البعيد دكتور عبد المنعم أبو الفتوح.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة