محمد حمدى

مظاهرة وزارية!

الأحد، 28 يونيو 2009 12:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمس اصطحب رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف ثمانية وزراء وذهب فى جولة تفقدية فى منطقة القناطر الخيرية، وقبلها بأسبوع كان رئيس الوزراء بصحبة ثمانية وزراء يتفقدون مطار القاهرة، وقد دأب رئيس الوزراء منذ فترة على القيام بمثل هذه المظاهرات الوزراية دون أن يكون لها مبرر أوهدف حقيقى.

وقد يكون مبرراً أن يخرج رئيس الوزراء بصحبة من يشاء من أعضاء حكومته إذا كانت هناك حاجة ملحة لذلك، كأن يذهبوا مثلاً للقاء المواطنين فى إحدى المحافظات للاستماع إلى شكاويهم على الطبيعة، أو لحضور مؤتمر مثل مؤتمرات الاستثمار فى الصعيد، أو للمشاركة فى اجتماع مجلس المحافظين لجسر الهوة بين الحكومة المركزية والمحافظين، لكن مثل هذه الزيارات الاحتفالية لا يبدو لها أى مبرر إلا إذا كان الدكتور نظيف يحب العزوة!

حاولت كثيراً البحث عن مبرر لمثل هذه الزيارت الجماعية للحكومة فأعيانى التفكير، إلا إذا كان الهدف منها القول إن الحكومة تلتف حول رئيسها فى ضوء انقسام مجلس الوزراء إلى جبهات واشتعال الصراع بين أكثر من وزير على منصب رئيس الحكومة، لكن حتى لو كان هذا هو المحرك الوحيد لمظاهرة رئيس الحكومة ووزرائه، فهو لا يؤدى للنتيجة التى يريدها الدكتور نظيف.

وقد كتبت فى هذا المكان من قبل عن وزير شكل مجموعة من الصحفيين والإعلاميين يعقدون اجتماعات دورية فى أحد نوادى العاصمة الخاصة لتلميع الوزير إعلامياً، ودعم فرص ترشيحه لرئاسة الحكومة، بينما هناك وزير آخر يعمل فى صمت لإحباط تحرك هذا الوزير المنافس، وانقسم معظم الوزراء بين الوزيرين المتنافسين، وكل منهم يؤهل نفسه لتعظيم نفوذه فى الحكومة المقبلة.

وفى تصورى أن اهتمام الحكومة بهذه التحركات المظهرية، والتظاهرات الوزارية لا يعكس جدية، فى وقت يعانى فيه العالم كله من أزمة مالية طاحنة، وركود اقتصادى غير مسوبق، وهو يحتاج إلى جهد مضاعف من أى حكومة، وإلى حلول مبتكرة لمواجهة أزمة عنيفة يتحرك العالم كله لإيجاد حل لها، لكن المشكلة الحقيقية أن هذه الحكومة افتقدت منذ زمن آلية العمل الجماعى، وتحولت إلى جزر منعزلة، وهو أمر يقتضى سرعة إعادة تشكيل حكومة جديدة تكون على قدر التحديات التى تواجهها وتواجهنا.

المشكلة الحقيقية أن مثل هذه الصراعات والتحركات الإعلامية والتظاهرات لا تدل على شىء، سوى أن حكومة الدكتور أحمد نظيف قد وصلت إلى أضعف مراحلها، وتأثر العمل الحكومى بشكل كبير، ولا أبالغ إذا قلت إن المواطنين هم فقط من يدفع الثمن، بتعطيل مصالحهم، وبتضارب الاختصاصات، وبتفرغ أركان الحكومة للمنافسة المشتعلة على منصب رئيس مجلس الوزراء.

ما تعيشه الحكومة المصرية الآن وضع غير مسبوق، فلم يسبق منذ عام 1952 أن انقسمت الحكومة المصرية كل هذه الانقسامات، ولم يسبق أيضاً أن تفجرت الصراعات داخلها بهذا الشكل، وحتى فى نهاية فترة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عاطف صدقى حيث سعى الدكتوران كمال الجنزوى وعاطف عبيد للظفر بمنصب رئيس الحكومة لم تتفجر الخلافات العلنية أو تعطل دولاب العمل الحكومى، أو تفرغ رئيس الحكومة لاصطحاب وزارئه فى جولات الهدف منها إظهار سيطرته وشعبيته بين وزرائه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة