سعيد شعيب

بلدنا بتطلع لقدام

الخميس، 28 مايو 2009 06:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من أين هذا التفاؤل ونحن نرى كل هذه المصائب، من أين هذا التفاؤل والملايين فى بلدنا يئنون تحت وطأة الفقر والمرض؟
السؤال منطقى، ولكن لدى أسبابى، وأولها الحزن الذى مزق قلوب معظم المصريين على وفاة حفيد الرئيس مبارك، فهو مؤشر على الرقى والتحضر، فالكل جنب الخلافات السياسية وحتى معاناته التى تسببت فيها السلطة الحاكمة، ليشارك أسرة مصرية مصابها الأليم.

أليس هذا دليل على نضج روحى وتواصل إنسانى رفيع ينعم به المصريون؟
أظن ذلك، وأظن أيضا أن هناك أسباباً أخرى تدعونى للتفاؤل وتجعلنى مؤمنا بأن البلد «بتطلع لقدام»:
1 - طوال الوقت توجد المصائب، ولكن الجديد هو أن المصريين عرفوا الطريق الذى يمكنهم من تغيير ما يرونه ظلما وعدوانا على حقوقهم.

2 - والعظيم هو اختيار طريق الاحتجاج السلمى الديمقراطى بطول البلاد وعرضها، وليس فيها تخريب ولا تجاوزات. وقد وصلت هذه الاحتجاجات إلى قلاع كانت تعتبرها الحكومات المتوالية حديقتها الخلفية الآمنة، إنها قلاعها العسكرية، ومنها على سبيل المثال التليفزيون ومؤسسة الأهرام.

3 - القضية هنا ليست فى أن هذه الاحتجاجات على حق أو على باطل، فهذه مسألة تقديرية تخضع لمصالح متناقضة. فالأهم هو أن تعبر مختلف فئات المجتمع عن مطالبها بطريقة ديمقراطية متحضرة.. وهذا ما فعلته معظم الاحتجاجات السلمية، منها مثلا موظفو الضرائب العقارية وسائقو المقطورات والصيادلة وإداريو التعليم وموظفو البريد وغيرهم وغيرهم.

4 - الخطوة الأكثر تقدما هى القناعة التى ترسخت بضرورة وجود تنظيمات نقابية حرة تعبر عن هذه الفئات، وهو ما يعنى بداية النهاية للتنظيمات التى سيطرت عليها الحكومات المتوالية معظم الوقت، أو قوى المعارضة لبعض الوقت. بل وبداية النهاية للتنظيمات السياسية الحالية، التى فى الغالب لن تطور نفسها وستذهب إلى صفحات التاريخ.

5 - كل هذا يعنى أن البلد دخل مرحلة إعادة توزيع للثروة والسلطة بشكل سلمى، وهو ما يؤمن البلد من انفجارات عشوائية تحرقنا جميعا بنيران الفوضى.
لكن مع كل هذا هناك مصالح وقوى تعطله لبعض الوقت، أخطرها فى تقديرى محترفو تأييد السلطة الحاكمة ومحترفو معارضتها.. أتمنى من الله أن يحمى بلدنا منهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة