أبناؤها تخصصوا فى القانون واحترفوا «السباحة وتنس الطاولة».. وكان «ميدان المنشية» بالإسكندرية وقفاً لهم

عائلة «أبوهيف»..رفعت علم مصر فى المحافل الدولية ورفض زعيمها «الجنسية الكندية» فأطلق الكنديون اسمه على أبرز ميادين «لاتوك»

الخميس، 23 أبريل 2009 10:48 م
عائلة «أبوهيف»..رفعت علم مصر فى المحافل الدولية ورفض زعيمها «الجنسية الكندية» فأطلق الكنديون اسمه على أبرز ميادين «لاتوك» أبناء «أبو هيف» وبعض أنسابهم فى الإسكندرية - تصوير- أحمد إسماعيل
كتب محمد الجالى وهناء أبوالعز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄عبد الناصر أعفى سيارة عبد اللطيف «الفورد» من الجمارك.. والسادات رد إليه أرضه بالمقطم

«أبوهيف» عائلة قانونية ورياضية، وهى وفقا للوثائق الموجودة بين أيدى أبنائها تنتمى إلى «آل البيت», جاءوا إلى مصر من المغرب العربى عن طريق «الجمالى يوسف أبوهيف» الذى أسس العائلة فى الإسكندرية.

لقب العائلة «أبوهيف»، هو أحد الأسماء المنتشرة بين العرب قديماً، ويعنى صاحب القامة الطويلة، ويصنف أبناء العائلة أنفسهم ضمن الطبقة المتوسطة ماديا، وتبرز أسرة السباح العالمى «عبداللطيف أبوهيف» كأكثر بيوت العائلة ثراء، ويوجد عدد كبير من المستشارين والقانونيين فى العائلة، وعدد كبير من أبنائها يدرسون بكليات الحقوق، كما يوجد انتشار لأبناء العائلة فى كندا وأمريكا، وبعضهم متزوج من دول عربية ومن أجنبيات.

ويتمركز أبناء «أبوهيف»، فى الإسكندرية، وفيها «وقفٌ» باسم العائلة فى شوارع مثل شارع فرنسا وميدان المنشية وسوق الطباخين والمسافر خانة، كما توجد شوارع باسم العائلة، مثل شارع مصطفى أبوهيف فى «بولكلى» وشارع عبداللطيف أبوهيف فى محطة ترام السرايا، وشاطئ «عبداللطيف أبوهيف» فى سيدى بشر بالإسكندرية، وهو الشاطئ الذى كان يتدرب فيه، ويستعد لبطولاته من خلاله، ويوجد كذلك شارع باسم مصطفى أبوهيف فى باب اللوق بالقاهرة، كما يوجد مدفن خاص لأبناء العائلة، بجوار »عامود السوارى بالإسكندرية، وهو المدفن الذى يوارى فيه كل أموات العائلة، حتى المقيمون فى المحافظات الأخرى، بل والمقيمون فى دول أجنبية.

السباح العالمى «عبداللطيف أبوهيف»، هو أحد أهم رموز العائلة على الإطلاق، ليس لشهرته الواسعة كبطل عالمى للسباحة، ولا لأنه شرّف مصر فى المسابقات والمحافل الدولية ورفع علمها أعلى من كل الدول، ولا لأنه حصل على لقب سباح القرن، بل لأن كل فرد فى عائلة أبوهيف يرى فيه القدوة الحسنة والأب الروحى، وهناك إجماع حقيقى بين أبناء العائلة على شخصية «عبداللطيف»، فهم يصفونه بـ«صاحب القلب الكبير»، ويرى بعضهم أنه بوفاته انقطع «لم الشمل»، فقد كان يزور أبناء العائلة فى الإسكندرية، كما كان بيته فى حى الزمالك بالقاهرة مفتوحا للجميع، ومقصدا للتواصل والزيارات، وقد رفض أبوهيف الجنسية الكندية التى عرضت عليه، معتزاً ومتفاخراً بمصريته، فزاده ذلك احتراماً وحباً عند الكنديين الذين أطلقوا اسمه على أحد ميادين «لاتوك» فى كندا، ووضعوا تمثالاً له هناك، وقد نعته الصحف الكندية بعد وفاته، وبكى عليه الشعب الكندى الذى كان يسميه بـ «أبوهيف المحبوب».

تلتقى عائلة أبوهيف نسبا ومصاهرة مع عائلات أخرى عريقة، مصرية وعربية، مثل عائلات «الغريانى، والحكيم، والمسيرى، ومصلّى، وتوفيق ،ومرابط، وأبوشرار، والناضورى، والشناوى الذى ينتمى إليها «عبدالحميد الشناوى» محافظ الغربية، وشقيقته هى السيدة خديجة الشناوى زوجة المستشار يحى أبوهيف، ومحفوظ بك، ومصطفى باشا ماهر، والد «أحمد ماهر «وزير الخارجية السابق، والنقيب»، والنقباء هم أخوال «إحسان، وأمينة، وحسن، وأمين، ويحيى، ومصطفى، ونور، وعبداللطيف، وعبدالحى، وسعيد أبوهيف»، فأبوهم هو خميس أبوهيف الذى كانت تربطه صداقة قوية بمجدد الموسيقى العربية، وفنان الشعب «سيد درويش»، وأمهم هى السيدة «فاطمة النقيب» التى تنتمى إلى عائلة «النقيب»، وأشهر أبنائها هو الدكتور أدهم النقيب، الذى كان مديراً لمستشفى «المواساة» بالإسكندرية، وهو الزوج الثانى لآخر ملكات مصر «ناريمان» زوجة الملك فاروق، وله موقف خاص يتذكره أبناء العائلة، فهو الذى رفض زيارة النحاس باشا لأحد المرضى فى المستشفى، وقال له: «ده مش ميعاد زيارة»، فرد عليه النحاس بقوله: «آسف»، ثم انصرف وزار المريض فى اليوم التالى فى مواعيد الزيارة الرسمية.

حكايات العائلة عن البارزين كثيرة، فالسباح العالمى عبداللطيف أبوهيف المتوفى فى 21 أبريل 2008 تخرج فى الكلية الحربية عام 1947، وكان ضابطا فى سلاح «خفر السواحل» برتبة عميد، منحه الملك فاروق منحة للدراسة بكلية «ساند هيرست» الحربية فى بريطانيا، وتخرج فيها عام1955،عبداللطيف أبوهيف كان ضد التعصب، وكان خيّراً يحب الناس، ويساعد المحتاجين والفقراء، لو وجد منحرفاً فى الفكر أو السلوك يقوّمه ولا ييأس من تقديم النصائح، حتى ولو أدى فعل الخير إلى إدانته وتحميله المسئولية، وخصص دورا كاملا فى بيته بالزمالك لمساعدة الفقراء والمحتاجين، ومن المواقف التى يتذكرها له أبناء العائلة، أنه وجد شاباً يكلم نفسه فى الشارع، فاصطحبه إلى مستشفى الأمراض العقلية بالعباسية، وأودعه فيه، ووقع على استمارة تسليمه للمستشفى، وكان هذا الشاب ابنا لاحد المستشارين الذى أضناه البحث عن نجله قرابة الشهرين، وبعدما علم بما فعله عبداللطيف، رفع دعوى قضائية ضده وطالبه بتعويض مادى كبير.

ورغم المواقف الحرجة التى تعرض لها أبوهيف فى حياته، إلا أنه لم يترك عمل الخير قط، فقد كان ذات يوم راكبا سيارته، ووجد أمام مجمع التحرير رجلا مسناً يربو على التسعين عاما، يرقد أمام المجمع والمارة يلقون عليه نقوداً، فنزل من سيارته وحمل الرجل داخل السيارة، قائلاً: «ده مش عايز فلوس.. ده عايز رعاية»، ثم ذهب به إلى بعض المستشفيات التى أخبره أطباؤها أنه لا يعانى أمراضاً سوى الشيخوخة، فصحبه إلى بيته وغير له ملابسه وألبسه «بيجامته»، تتدخل الروائية الفلسطينية «بشرى أبوشرار»، زوجة آمر أبوهيف، المحامى، وعضو مجلس الشعب، قائلة: «كنا موجودين وقتها فى القاهرة، وكان المفروض أن يخرج معنا الكابتن عبداللطيف لنتعشى فى الخارج، لكن الكابتن لم يخرج قبل أن يخلط للشيخ الخضار فى الخلاط، ويؤكله بالملعقة، لأنه كان لا يمضغ»، هذا الشيخ العجوز لم يبت سوى ليلة واحدة فى بيت عبداللطيف ثم وافته المنية، فكفنه أبوهيف ودفنه، وبعد يومين جاء إلى منزله رجل يعمل موظفا فى أحد البنوك، ويحمل حقيبة فى إحدى يديه، وقال لعبداللطيف: «أنت وديت أبويا فين؟»، فتبين لهم أن الشيخ العجوز كان فاقدا للذاكرة ولم يستطع العودة إلى منزله.

كان عبداللطيف أبوهيف نموذجاً لم يختلف عليه أحد، وكان محبوبا ومقربا من جميع الزعماء الذين تعاقبوا على حكم مصر، منذ الملك فاروق وحتى الرئيس «حسنى مبارك»، وقد كرمه الرئيس محمد نجيب، وأعفى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر سيارته التى فاز بها فى إحدى المسابقات العالمية من الجمارك، وكانت ماركة «فورد»، وسارت على كورنيش الإسكندرية فى احتفال شعبى بالبطل «أبوهيف».

أما الرئيس الراحل أنور السادات، فقد أنهى له مشكلة أرضه التى كان يمتلكها بحى المقطم بالقاهرة، وكان حولها نزاع مع الدولة، والواقعة كما يقول أبناء من العائلة، أن السادات كان فى عوامته بالنيل، وفكر وقتها عبداللطيف كيف يصل إليه، فذهب إليه عائما فى النيل حتى وصل إلى عوامته غير عابئ بحرس الرئيس، فخرج له السادات قائلاً: «ياأبوهيف انت جاى بتكلمنى من الميه، عايز إيه؟»، فقال له: «يا ريس المقطم»، فرد عليه السادات بقوله: «ميكونش عندك أى فكرة..اللى انت عايزه همشيهولك».

وعندما اشتد المرض على «أبوهيف»، كان الرئيس مبارك يتابع حالته الصحية أولا بأول، تليفونياً، وفى مرة اتصل مبارك على الهاتف المحمول لعبداللطيف، وفرغت بطارية الهاتف أثناء المكالمة، وانقطع الاتصال بينهما، فعاود الرئيس الاتصال بالمستشفى الذى حوله على هاتف غرفة عبداللطيف وأكمل معه المكالمة.

وقد تزوج عبداللطيف من السيدة منار محمد محفوظ، بطلة الفروسية، وأول سيدة فى الوطن العربى والشرق الأوسط تحصل على رخصة «محترف» فى سباقات الفروسية، وكانت محترفة خبيرة بسباقات نط السدود، وقد أنجبا ابنهما الوحيد رجل الأعمال «ناصر»، وكان واحداً من أبطال سباقات السيارات فى مصر.

يبرز أيضاً اسم المستشار أمين أبوهيف، رئيس محكمة أمن الدولة العليا سابقا، وقوانينه تدرس إلى الآن فى الجامعات، وقد كان محترفا مثل كثيرين من أبناء العائلة، فى لعبة تنس الطاولة، وتولى رئاسة الاتحاد المصرى لهذه اللعبة، وهو الذى ساهم فى تأسيس الاتحادين العربى والإفريقى لتنس الطاولة، وانتخب لعدة دورات كرئيس لهذين الاتحادين، وقد برز فى هذه اللعبة هو وشقيقاه حسن ومصطفى، وتزوج أمين من السيدة سميحة رضوان، وأنجبا المهندسين: مصطفى، وفاطمة، وأمينة، وعندما توفى «أمين أبوهيف»، نشرت عنه مجلة تنس الطاولة العالمية (tabl tennis) فى عددها رقم 17، بتاريخ ديسمبر1998، «وقد كان لبزوغ نجم أمين أبوهيف فى هذه اللعبة سبب فى وجود صداقة بين العائلة والرئيس السادات، حيث كان الأخير رئيسا للعبة تنس الطاولة قبل أن يتولى رئاسة الجمهورية، وكان نائبه للعبة هو المستشار أمين أبوهيف، وفى المقابل حرص السادات على وجود تمثيل برلمانى للعائلة، وفى عهده كان حسن أبوهيف هو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب.

النشاط السياسى للعائلة بدأ فى خمسينيات القرن الماضى فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، فأول نائب برلمانى فى العائلة هو «حسن أبوهيف» المحامى، واستمر عضوا فيه ثلاث دورات متتالية. تزوج حسن أبوهيف من السيدة خديجة أبوهيف، التى أنجبت له الراحلة أسماء، وآسر، وآمر، والأخير هو المحامى الذى ترافع فى قضية الممرضة الشهيرة «عايدة»، والتى شغلت الرأى العام فى حينها، وتحولت قصتها إلى مسلسل تليفزيونى.
عميد العائلة الحالى هو «عبدالحى أبوهيف»، مستشار بقلم قضايا الدولة، سابقاً، ولدى العائلة أيضاً القانونى المخضرم الدكتور عبدالحميد أبوهيف، أول من كتب فى القانون باللغة العربية، وهو من واضعى القانون المصرى، ثم خلفه «على صادق أبوهيف» فى فقه القانون الدولى الخاص.

محمود طلعت أبوهيف، مدير عام الإدارات الصحية بالإسكندرية سابقاً، هو والد الإعلامية المعروفة «ماجدة أبوهيف»، والطبيب البشرى رامى أبوهيف، منحه الملك فاروق وسام الاستحقاق، لأنه قضى على وباء الكوليرا، كما منحه الرئيس جمال عبدالناصر «ميدالية تذكارية» سنة 1957، لجهوده فى المجالات الصحية.

لمعلوماتك...
من العائلة:
المستشار كريم أبوهيف، نائب رئيس هيئة قضايا الدولة بالإسكندرية.
- ثروت يحيى أبوهيف، لواء بحرى.
- خالد أبوهيف، صاحب شركة كبرى لتداول الأوراق المالية.
- ماجدة أبوهيف، نائب رئيس القطاع الفضائى باتحاد الإذاعة والتليفزيون سابقاً.
- ناصر عبداللطيف أبوهيف، رجل أعمال.
- هويدا أبوهيف، مذيعة بـ mbc.
- د.على صادق أبوهيف.
- مروة عبدالحى أبوهيف، مدير فرع لشركة «انترا تكنولوجى» بالإسكندرية.
- هشام وزينب وهدى ومنى عبدالحى أبوهيف.

(عايدة).. من الإعدام إلى السجن المخفف
فى عام 1996 اتُّهمت الممرضة عايدة نور الدين، بمستشفى الأميرى الجامعى بالإسكندرية، بقتل 23 مريضاً يعانون من أمراض ميئوس شفاؤهم منها، عن طريق حقنهم بمهدئات، وحكم عليها وقتها بالإعدام، إلا أن الحكم تم تخفيفه من الإعدام إلى السجن 5 سنوات، بعدما وكل والدها المحامى آمر أبوهيف وترافع عنها.

يقول آمر: «حادثة عايدة كانت بالنسبة لى مثل أى حادثة، اطّلعت عليها من خلال الصحف، وجاءنى والدها يوكلنى فى الدفاع عنها، وكان موكلا فيها أيضا محام كبير، هو المرحوم عادل عيد، لكن طريقة تناوله للقضية، وجدتها لن تؤدى إلى النتيجة المرجوة، فاعتذرت عن الوكالة، ثم قُضى بإعدام «عايدة»، وكنت حضرت جلسة النطق بالحكم، وبينما أنا خارج من باب المحكمة، طلبت منى «عايدة» وهى تبكى داخل القفص أن أكمل القضية، وجاء والدها إلى مكتبى مرة ثانية، فقبلت، وتعاملت مع هذه القضية بتركيز عال جدا، ومرهق لى ولفريق العمل بالمكتب ومجموعة من الأطباء، ووفقنى الله فى إلغاء حكم الإعدام، وإعادة المحاكمة من جديد، وقضى على «عايدة» بخمس سنوات سجناً.

وتجدر الإشارة إلى أن قضية عايدة شغلت الرأى العام والأوساط الصحفية والإعلامية لفترة كبيرة، وتحولت قصتها إلى عمل درامى بعنوان «أوبرا عايدة» للمؤلف أسامة غازى، والمخرج أحمد صقر، وقام بدور المحامى الفنان القدير يحيى الفخرانى، بينما قامت الفنانة حنان ترك بدور الممرضة عايدة.

منتمون إلى العائلة نسباً ومصاهرة وعن طريق الأم
- مصطفى المسيرى، زوج السيدة «نور أبوهيف»، وكبير الخبراء المحلّفين ببورصة منيا البصل.
- سامية محمد توفيق، مترجمة فورية، وأرملة المرحوم محمد رفيق عبدالعزيز، مدير سابق بمصر للطيران.
-عاصم توفيق، مدير عام السياحة بمصر للطيران سابقا.
- ماهر توفيق نبيه، عميد بحرى، ومرشد بهيئة قناة السويس سابقا.
- محمد فريد محمد توفيق، مدير العلاقات العامة بشركة «أدلكو» للهندسة والمقاولات.
- رجاء مرابط، مساعدة هجرة بسفارة كندا بتونس.
- الروائية الفلسطينية بشرى أبوشرار.
- مسعد المسير.
- عفت النمر.
- القبطان محمود الحكيم.
- شادية عبدالحميد غريب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة