محمد بركة

جسمها بيقشعر كل ما تسمع كلمة "مسيحى"!

الأربعاء، 01 أبريل 2009 07:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتمى إلى قطاع عريض من المصريين، لم تكن الوحدة الوطنية هاجسهم أناء الليل وأطراف النهار، كما لم تكن الفتنة الطائفية كابوساً يقض مضاجعهم، فقد كنا بالفطرة متسامحين، نعرف أن مصر ليست بلداً للمسلمين فقط، وأن البائع الذى يغشك لن يفرق معك إن كانت له "زبيبة صلاة" فى جبينه أم يدق صليباً على ذراعه، ففى الحالتين ستبعثر المدام كرامتك حين تعود إليها بالفاكهة المضروبة والسعر الوهمى!

لكن ما حدث مؤخراً مع صديقى هو الذى يدعو للتأمل فى أحوال البلاد والعباد.! صديقى عينه "زايغة" و"تندب" فيها رصاصة، يحدث أحياناً أن يستلطف تلك الجميلة ذات العيون السود.. يأسره رمشها ويقع فى غرام تفاصيلها الصغيرة ويتمنى أن يرسو بقاربه الصغير على شواطئ أنوثتها، وتأتى الرياح ـ هذه المرة ـ حسبما تشتهى السفن. نظرة فابتسامة فموعد فلقاء فجملة غريبة تتفوه بها فتاتك وتسقط عليك وكأنها "جردل" مياه مثلجة وأنت فى أحلاها نومة: "لأ أصل بصراحة .. معرفش .. يعنى كل ما اسمع كلمة مسيحى أحس أن جسمى بيقشعر".

يتكرر الموقف أكثر من مرة مع أكثر من فتاة ـ وهنا مربط الفرس ـ لم تعد بدايات التعارف تقتصر على الأغانى المفضلة وسمات كل برج لدى الطرف الآخر، بل يقفز موضوع الأخوة المسيحيين فجأة بلا مقدمات، وفى كل مرة تكرر الفتاة نفس المعنى مع اختلاف بسيط فى صياغة العبارة .

وبالطبع صديقى لا يتعرف على هؤلاء الفتيات فى مساجد أنصار السنة أو عبر منتديات الجماعة الإسلامية، وإنما فى الأندية الراقية والكافيهات الأنيقة. يعنى باختصار من لسن متطرفات بل وبعضهن لا يغطين شعر الرأس، والمشكلة أنه حين يتجاوز هذا التعليق ويحاول أن يحتفظ برأيه لنفسه، تحاصره الأمور وتنظر فى عينيه مباشرة وتقول : يعنى معرفتش رأيك فيهم إيه!

ويجد نفسه فى موقف لا يحسد عليه، فهو لا يريد تعكير صفو الأجواء الرومانسية بندوة سخيفة حول حوار الأديان وقبول الآخر، كما أنه صحيح مواطن على باب الله لكنه أيضا لا يزال يحمل بقايا من ليبرالية قديمة بداخله، ويوقن تماماً أن حكاية "القشعريرة" هذه تنطوى على عنصرية فجة، وتمييز دينى صارخ ضد أقلية، وإذا كانت فتيات مصر الجديدة والزمالك والمعادى يفكرن بهذه الطريقة، فماذا الذى يحدث فى القرى والنجوع البعيدة، وكيف سيتصرف الأخوة العائدون من صحارى النفط والذين لوحتهم شمس البداوة.. ؟ المهم خلينا فى موضوع البنت .. وقل لى بالله عليك ماذا تفعل لو كنت مكانه؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة