محمد حمدى

محمد صالح الراحل فى صمت كما عاش

السبت، 28 نوفمبر 2009 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرف أن الموت حق، وكلنا سنموت، لكن لحظة الفراق صعبة، بل هى أصعب لحظات الحياة، ولا يوجد أصعب منها سوى أن تكتب فى رثاء صديق راحل، هذا الصديق هو الشاعر الجميل جدا والإنسان الطيب الهادئ، والصحفى الذى لم يأخذ حقه فى بلاط صاحبة الجلالة محمد صالح.

عرفت الخال محمد صالح كما كنت أناديه قبل 15 عاما حين تزاملنا فى مكتب جريد القبس الكويتية مع شاعر العامية والصحفى أسامة الغزولى والروائى المتميز والصحفى عبده جبير، ومع الثلاثة الكبار كما كنت أطلق عليهم تعلمت الكثير والكثير فى مهنة الصحافة والحياة، لكن محمد صالح كان الأقرب إلى قلبى ربما لأنه بلدياتى من المحلة الكبرى.

كان محمد صالح "أبو عبد الحكيم" يترأس قسم التحقيقات ويجمع الصحفيين المبتدئين والمتدربين ويشرح لهم خريطة التحقيق الصحفى، المحاور التى ينبغى تغطيتها، والمصادر التى لابد من الحديث معها، والمعلومات المفترض البحث عنها، وحين ينتهى من الشرح وكتابة مشروع التحقيق، لا يكون أمام الزميل المتدرب سوى أن يسير على الخريطة أو الخطة التى وضعها محمد صالح ليعود بعد ذلك ومع تحقيق أعده صحفى محترف.

هكذا كان محمد صالح يساعد الجميع ويقف إلى جوار الجميع، وحين ضاقت بى الحياة فى أحد مراحلها اتصلت به هاتفيا وقلت له: يا خال أبحث عن عمل؟.. فرد تعالى فورا إلى مجلة كل الناس، ليلحقنى بالعمل بها وبراتب شهرى لم يكن يحصل عليه كثيرون داخل المجلة.

عملت مع الخال وهو مدير تحرير كل الناس نحو سبع سنوات، فى كل يوم كان يضيف إلى الجديد وأتعلم منه الجديد، ليس فقط داخل المجلة، وإنما فى بعض لقاءات الثلاثاء، وهى سهرة أسبوعية فى وسط القاهرة تضم إلى جوار محمد صالح عبد العظيم الوردانى وشقيقه الروائى والصحفى محمود الوردانى والشاعر الجميل إبراهيم داوود، والكثير من الوجوه التى تأتى وتذهب.

رحل محمد صالح عن الدنيا أمس بعد صراع قصير مع مرض السرطان استمر ستة أشهر، حرص على إخفائه عن الناس ومارس حياته بشكل عادى حتى وقع خبر وفاته عاصفا علينا، فلم نعرف بمرضه قبل وفاته، وهكذا كان محمد صالح دائما هادئا لا يشغل من يحب بمشاكله أو ألامه، ويفضل أن يعيشها بمفرده، حتى مرض الموت ومحنته حرص على خوضهما بمفرده.

رحل صاحب "وطن الجمر" المهموم بوطنه وناسه، وترك وطنه وعالمه على أشد من الجمر.. وداعا يا صديقى العزيز وبلدياتى والخال محمد صالح الذى اختار الرحيل بهدوء.. لكن خبر رحيله لم يكن هادئا أبدا بل أليما وقاسيا جدا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة