سعيد شعيب

إنتاج الظلم

الجمعة، 20 نوفمبر 2009 11:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هيام ومها تعرضا لظلم استثنائى، الأولى اختارت المقاومة والثانية اختارت الاستسلام، هيام ربما تغير مصيرها.. والمؤكد أن مها ستبقى راضخة للظلم الذى تعرضت له ولغيره إلى ما شاء الله.

القصتان نشرهما العدد الأسبوعى لجريدة اليوم السابع فى ملحق بديع بعنوان "مين أنت؟ .. المحرومون من الجنة الزائفة للحزب الوطنى"، ردا على عنوان مؤتمر الحزب الأخير "من أجلك أنت"، فكان الرد الصحفى البليغ، وتضمن العديد من القصص المأساوية لمصريين لا ذنب لهم فى المعاناة، ولا يريدون أى شىء سوى "الستر"، الحد الأدنى من حياة كريمة.

شخصيا أقدر الحراك الذى يحدث فى الحزب الوطنى وأقدر إخلاص بعض من قياداته وأعضائه، فهناك تطور ولو كان بطيئا، وهناك ظواهر إيجابية حتى لو كانت خاطفة، من أهمها هذا الانفصال التدريجى بين الحزب وحكومته، فلم يعد الوطنى حزب الحكومة، ولكنه ينتقل تدريجيا إلى خانة أنه حزب لديه حكومة.

لكن ومع ذلك فشعور رجاله وتصريحاتهم بأنهم يحققون إنجازات غير مسبوقة أمر مستفز، والأكثر استفزازا تساؤلهم: لماذا لا يشعر المواطنون بهذه الإنجازات؟! على أرض الواقع الأمر مختلف، أو على وجه الدقة كما ظهر فى الملف، فهذه هى مصر الفقيرة التى لا يريدون الاعتراف بها، ربما لأن تصوراتهم عنها نظرية، مجرد أرقام، وليس بشر من لحم ودم.

أعود إلى مها سعيد التى احتلت المركز الأول فى شعبة اللغة الفرنسية بآداب المنصورة عام 2007، ومن حقها التعيين كمعيدة، ولكنها تعرف أن المكان محجوز لأبن أحد الأساتذة، وعندما قدمت أوراقها فى جامعة المنيا، طردها وكيل كلية الآداب، فالموقع محجوز لموظفة فى مكتب العميد.

رغم كل هذا الظلم الفاجر سكتت مها. لكن هيام أحمد المدرسة التى تتقاضى 154 جنيها من حكومة الحزب الوطنى لم تسكت، فأسبوعيا تأتى إلى القاهرة من كفر الشيخ للتظاهر مع زملائها وزميلاتها أمام وزارة التعليم لتحصل على حقوقها البديهية. فالحل الوحيد أمام الذين نشرت لهم اليوم السابع ولغيرهم من فقراء بلدنا، ليس الحزب الوطنى ولا معارضيه، ولكن فى الاحتجاج السلمى لاستعادة الحد الأدنى من حياة كريمة.

أقرأ ملف اليوم السابع: من أجلك.. مين أنت؟
المحرومون من الجنة الزائفة لحكومة الحزب الوطنى








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة