محمد حمدى

هل يكرهوننا؟

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009 12:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر انشغل الأمريكيون بالبحث عن إجابة لسؤال شغل بالهم وهو لماذا يكرهوننا؟..كان هذا السؤال تعبيرا عن حالة الكراهية التى سادت العالم تجاه أمريكا.. ومنذ أيام لا تخلو الصحف العالمية من وصف مباراتى مصر والجزائر السابقة والفاصلة اليوم بمبارة الكراهية.. بينما بدا الناس فى مصر يتساءلون هل يكرهنا العرب؟.. ولماذا؟

وليس غائبا عن الذاكرة أنه حين صعدت مصر لكأس العالم 1990، بعد غياب دام عدة عقود اشتعلت فرحة المصريين فى كل مكان، وخرجت تظاهرات حاشدة فى العراق، قتل فيها بعض المصريين، وبدأت بعدها ما سمته الصحافة ظاهرة النعوش الطائرة.

وقتها أيضا تحدثت الصحافة عن الكراهية العراقية لمصر والمصريين.. ولم يكن هذا صحيحا، فلم تكن نسبة وفيات المصريين الذين كان عددهم يقترب من مليونى مصرى فى العراق كبيرة أو مبالغ فيها بل طبيعية جدا.

العلاقة بين الشعوب العربية فى غالب الأحيان طبيعية وجيدة، أنا شخصيا سافرت الجزائر من قبل وفى ظل المواجهة الحامية مع الإرهاب، ولم أجد سوى مشاعر الحب من الجزائريين لكل ما هو مصرى، ولم ألحظ أية كراهية فى الشارع الجزائرى.

المشكلة الحقيقية ليست فى الشعوب العربية، فهى مجنى عليها ومغلوب على أمرها، يحركها الساسة والإعلام كما يشاءون، وفى مباراة الكراهية كما يوصفها العالم كله، لم يكن هذا العنف ناجما عن كره شعبى بقدر ما هو تعبير عن فشل إعلامى غير مسبوق، وتصريحات غير مسئولة من السياسيين الذين يفترض بهم تصحيح الأمور ومنع مثل هذه الموجات من الكراهية.

وبكل أسف فإن المسئولين الجزائريين بداية من وزير الخارجية مراد مدلسى ووزير الشباب والرياضة حتى السفير الجزائرى فى القاهرة صبوا الزيت على النيران وتواطأوا بالصمت على أكاذيب مقتل جزائريين فى القاهرة، وتحلوا بالصمت لأكثر من أربعة وعشرين ساعة وهم يعلمون أن هذه الأخبار كاذبة مما أدى إلى هياج فى الشارع الجزائرى.

ومن واقع خبرة حياتية فى الأردن والكويت والسعودية واليمن والجزائر وليبيا والسودان وفلسطين وغيرها من البلدان العربية لم أر هذه الكراهية التى يتحدثون عنها، فقد رأيت كثيرا التعصب فى مباريات كرة القدم.. وبالمناسبة التعصب الكروى أمر موجود حتى فى البلدان الأوروبية.

الآن علينا أن ننسى موضوع الكراهية وندعو الله أن تمر مبارة أم درمان على خير، وأن يعود الفريق المصرى بالنصر فنحن بحاجة إلى هذه الفرحة.. يارب لا تحرمنا منها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة