محمد حمدى

وكل سودانى الله عليه

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ اختيار الاتحاد الدولى لكرة القدم السودان لإقامة مباراة فاصلة بين مصر والجزائر فى حالة فوز مصر بفارق هدفين، تمنى أغلب الشعب السودانى انتهاء المباراة بهذه النتيجة، أملاً فى أن تستضيف الخرطوم المباراة الفاصلة، ويتأهل الفريق المصرى من جنوب الوادى.

وفى نفس توقيت المباراة تقريباً كان الفريق الوطنى السودانى يلعب مباراته الأخيرة فى التصفيات، وهى غير مؤثرة فلم يكن أداء الفريق السودانى فى التصفيات النهائية فى المستوى وابتعد عن المنافسة ولم يحضر المباراة الأخيرة سوى ألف مشجع فقط، بينما كان السودانيون فى المنازل وعلى المقاهى يشاهدون مباراة مصر والجزائر.

وحين أطلق حكم المباراة صافرة النهاية معلناً الاحتكام لأخرى فاصلة فى الخرطوم، كان رئيس نادى المريخ السودانى أسعد شخص فى العالم ولم يتوقف هاتفه عن الرنين وتلقى مئات المكالمات لتهنئته على استضافة ناديه لهذا الحدث الرياضى الكروى والمهم.

ومن يراجع الصحافة السودانية خلال الأيام الثلاثة الماضية سيجد إصراراً من الأشقاء السودانيين على الترحيب بالفريقين، وتوفير كافة الأجواء المناسبة فى المباراة، لكن معظم الإعلاميين والشعب السودانى لا يخفى أمله فى فوز مصر وتأهلها لكأس العالم.

أعرف السودان جيداً بقدر معرفتى بمصر، ولا أبالغ حين أقول أننى أعرف كل شارع وكل مدينة وقرية فيها، وقد زرتها خلال عملى الصحفى مرات لا تعد ولا تحصى، وبقدر ذكرياتى فى مصر تكاد تكون ذكرياتى فى السودان.. وصدقاتى أيضاً.

أحب السودان وأعتبره وطنى، ومن يسألنى على جنسيتى أقول على الفور مصرى سودانى، وفى السودان ليس كما فى البلاد العربية الأخرى ينادونك يا مصرى، بل يا ابن النيل، وفى هذا إشارة واضحة إلى أننا وهم أبناء النيل وأشقاء النيل وأهل النيل.

النيل فى حياة المصريين والسودانيين هو كلمة السر فى مفتاح الشخصية الوطنية، فنحن مصريون وسودانيون من أهدأ شعوب الأرض وأكثرها طيبة، فقد اعتدنا لآلاف السنين الحياة الهادئة المستقرة المنتظمة بانتظام النيل، والزراعة ظلت الحرفة الأساسية للشعبين، وهى تحتاج للكثير من الصبر كان يميز المصريين ولا يزال أهم سمات السودانيين.

وربما لا يعلم الكثير من شباب هذه الأيام أن مصر والسودان كانا دولة واحدة تحت الاستعمار الإنجليزى او التاج الملكى المصرى، والبعض فى السودان يعتبره احتلالاً مصرياً، لكن ثورة يوليو 1952 كانت أول ثورة فى العالم تمنح دولة أخرى تسيطر عليها حق تقرير مصيرها باستفتاء شعبى انتهى باستقلال السودان عن مصر وإعلان الجمهورية عام 1956.

فى السودان لا يشعر المصريون بأنهم غرباء، بل أصحاب بلد، وفى مصر يعيش السودانيون فى بلدهم.. والعلاقة المميزة بين الشعبين غير موجودة بين أى شعوب عربية أخرى.. وحين يلعب فريقنا غدا مباراته الفاصلة سيكون معظم السودانيين خلفه بقلوبهم.. كما نفعل نحن، لذلك لا نملك إلا أن نقول: أنا مصرى وأبويا مصرى.. وكل سودانى الله عليه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة