سعيد شعيب

الرعب من التعليم

الإثنين، 16 نوفمبر 2009 06:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكأننا جميعا كنا نعيش داخل فيلم رعب، كانت الشهادات حول قسوة المدرسين لا حصر لها، أحيانا مستندا إلى أسباب باطلة، وكثيرا بدون حتى أسباب، وفى الحالتين لا شىء يبرر العنف، حتى أن هناك من حكى حول بعض المدرسين الذين كانوا يتنافسون فى تزيين "العصى" الغليظة ويطلقون عليها أسماء من باب "الدلع"، فإلى هذه الدرجة كان يتباهى القاهرون بإذلال المقهورين.

الجلسة كان يديرها البارع إيهاب سلام فى مشروع رسل الحرية الذى تشرف عليه المجموعة المتحدة برئاسة نجاد البرعى .. كان المشاركون صحفيين وسينمائيين، ومرارة الشهادات عن فساد النظام التعليمى فى مصر مؤلمة ومفجعة رغم الابتسامات التى اجتهدنا لإلصاقها بوجوهنا، ورغم مرور الكثير والكثير من السنوات عليها، إلا أنها محفورة بالحديد والنار فى قلوبنا.

الشباب المشاركين لفتوا النظر إلى أن المدرس ذاته مقهور، فكما قال راداميس هانى وزميلته مى أبو زيد، إنها دائرة جهنمية، يتم تبادل الأدوار فيها .. وفى النهاية تنتج كائنات مشوهة غير قادرة على احترام الحرية وإنتاجها ولا تفهم ضرورة الإبداع لتقدم المجتمعات.

إنها منظومة متكاملة، الفساد والتخلف أهم تجلياتها، وتحولت إلى مصالح من الصعب تحطيمها، ولا يكفى فيها تشخيص الكارثة وتوصيفها، فلابد من الانتقال خطوة للأمام للبحث عن حلول حتى لو كانت صغيرة وبطيئة، لأنه لن يكون لدينا حلولا ساحقة ماحقة تنهى الآن وفورا تدمير عقل ووجدان بلدنا.

هذا بالطبع صحيح تماما.. فلن نكسب هذه المعارك بالضربة القاضية، ولا حتى بتغيير وزير التعليم ولا الرئيس نفسه، لأن هناك لوبيهات مصالح أصبحت أقوى من أى إرادة فردية أو سياسية، ولا استثنى بالطبع لوبى مصالح السلطة الحاكمة ومناصروها.

فماذا نفعل؟
ليس عندى حل جاهز، لكن بشكل عام دعوات إصلاح التعليم من الصعب أن ينجح، لأن الأفكار الإصلاحية لابد، فى تقديرى، أن ترتبط بمصالح، أى أن تدرك الأطراف أو بعضها أنها صاحبة مصلحة مباشرة فى الإصلاح وأن هناك طرقا سلمية يمكن أن توصلها الى ذلك.

لكن كيف يحدث ذلك؟
سأقول اقتراحاتى غدا وأتمنى أن تكون مفيدة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة