سعيد شعيب

حرب مصر والجزائر وصلت أمريكا

الجمعة، 13 نوفمبر 2009 12:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد جلسة عمل طويلة سألنى أحد أعضاء وفد اتحاد النقابات الأمريكى: هل تريد الفوز لمصر أم الجزائر؟

فى البداية اندهشت، وخاصة أن الثلاثة ينتظرون الإجابة، وقلت لهم سأكون سعيدا لو فاز الفريق المصرى، لأننى مصرى.. ولكن لو فازت الجزائر لن تكون نهاية العالم.. فالرياضة لابد أن يكون فيها رابح وخاسر. لكن دعك من إجابتى، فهى متوقعة، ولكن أن ينشغل وفد أمريكى لا علاقة له بالكرة بهذا السؤال، فهذا معناه أن تداعيات المعركة الطاحنة وصلتهم، بل ودفعتهم لأن يسألوا وينتظروا بلهفة الإجابة.

هذا هو الغريب، والأغرب أنهم كانوا سمعوا عن الخبر الذى بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط عن الزوجة المصرية التى هجرت زوجها الجزائرى بسبب المباراة .. صحيح أن الأمر فيه جانب كوميدى، ولكن هناك مأساة، فكيف لمباراة كرة قدم مهما علا شأنها أن تخرب بيوت وتشرد أطفالا.. وتجعل عددا من المصريين يقذفون بالحجارة أتوبيس الذى يقل الفريق الجزائرى؟

بصراحة لا أستطيع الاستيعاب، طبعا يمكننى تفهم الحماس، فرغم أننى لست مهتما بالكرة، ولكنى أتمنى فوز فريق بلدي.. ولكنى لا استطيع تفهم كل هذا العداء وكل هذه الكراهية، ولا أجد لهما منطق.

صديقى عصام شلتوت، رئيس القسم الرياضى فى اليوم السابع يقول دائما أن هذه هى طبيعة الرياضة، فالمنتصر لابد أن يطير من الفرح والمهزوم لابد أن ينهار.. ولذلك يعتبر أن الروح الرياضية وغيرها من المفردات التى يستخدمها أمثالى لا علاقة لها بالموضوع. وهذا لا يعنى أن صديقى القديم يوافق على هذا الجنون، فهو يرى أن هناك أطرافا لها مصلحة فى التسخين لأن هناك صراعا على بيزنس الكرة فى شمال أفريقيا.

رغم وجاهة هذا المنطق، لا يمكننى تقبله، كما لا يمكننى أن أتفه من كرة القدم، مثلما كنت أعتقد لسنوات طويلة، حيث كنت اعتبرها سلاح الحكومات لتغييب الجماهير، وجرها جرا بعيدا عن معاركها الحقيقية.. فهذه أوهام.. فالحقيقة أنها متعة كبيرة من حق المصريين ممارستها، ثم أن المواطنين فى الدول الديمقراطية الذين لا تغيبهم حكوماتهم لديهم ذات الهوس الكروى.
لكن هذه المتعة للأسف تحولت لكابوس.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة