جمال العاصى

أحلام مشروعة

الخميس، 12 نوفمبر 2009 07:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت أظن أن الرغى المصاحب للتغييرات الوزارية سوف يشغل الرأى العام المصرى، أو يشد الانتباه ولو قليلا عن المباراة المرتقبة بين منتخب مصر ومنتخب الجزائر، ولكن ذهب ظنى كله إدراج الرياح، وتاه وسط الزحام و مازال الرغى العام المصرى فى الصباح والمساء عن تلك المباراة العصيبة.

وخاب ظنى مرة ثانية عندما قلت إن أزمة الفضائح الكبرى المليئة بكل ألوان النميمة بين المستشار مرتضى منصور وغريمه اللدود النجم أحمد شوبير، سوف تشد انتباه عموم الجماهير، وتبعدهم ولو قليلا عن تلك المباراة، ولكن رغم أنها قضية الموسم، ورغم نجومية أبطالها، ورغم تفاصيل النميمة فيها، إلا أنها جاءت قضية هشة.. ضعيفة.. لاتشفى ولا تسمن من جوع، ولأنها مباراة الحلم العربى سواء لشعب الجزائر أو الشعب المصرى، أصبح الكلام فيها مباحا طوال الوقت، ليس لفئة معينة أو طبقة بعينها، ولكن طال الاهتمام كل أطياف المصريين، وسألنى صديقى الذى أكد لى أنها المرة الأولى فى تاريخه كمشجع كروى يحلم بمباراة وهو نائم.. حلما مفسرا طويلا. وحكى أنه رأى نفسه فى مدرجات الدرجة الثالثة يوم 14 نوفمبر بعد معركة مثيرة وسط زحام وطوابير وتلال من البشر، كادوا يصابون بالاختناق والإغماء للحصول على تذكرة المباراة. ولو أنى أزعم أنها المرة الأولى التى أزج بنفسى فى تلك الطوابير التى تشبه يوم الحشر، إلا أن الحلم جاء إيجابيا وحصلت فعلا على تذكرة المباراة. وظل صديقى يسرد حلمه، ويبدو أنه كان ينام عاريا بلا غطاء، فقال إن المباراة بدأت وفى أول هجمة سجل أبوتريكة الهدف الأول لمصر فى الدقيقة الرابعة. وظل يروى تفاصيل مبعثرة، ووصل إلى أننا فزنا بأهداف ثلاثة نظيفة, وقال أيضا إن الحكم احتسب لنا ضربتى جزاء، وهنا تأكدت أن صديقى حقا كان ينام، وقد رفس الغطاء كله، وبمجرد أن انتهى من سرد حلمه الجميل بادرنى بسؤال قائلا: بماذا تحلل كل هذه الانفعالات الدائرة بين جماهير مصر وجماهير الجزائر، وهل كانت مباراتنا أمام الجزائر عام 1989 والتى فزنا بها 1/0 وذهبنا إلى كأس العالم بإيطاليا بهذا الاهتمام المروع , فقلت له بالطبع هذه المباراة لها أسبابها فى الاهتمام والأهمية لدى الشعبين لأن هناك تطابقا أو تشابها بين ظروف الشعبين.

فأتذكر أثناء وجودى فى دولة الجزائر الشقيقة عام 2001 ، أشفقت على هذا الشعب وما يعانيه من أزمة بطالة وصلت وقتها إلى 25 %. وأنت تعلم جيدا أن البطالة غول يأكل الأخضر واليابس، ويدغدغ مشاعر أى أمة، وما بالك أن تلك البطالة قوامها والأكثرية العددية لها من الشباب الذين من المفروض أنهم وقود الأمم ونصف الحاضر وكل المستقبل. فأين يفجر هؤلاء الشباب طاقاتهم، وما هو الدور الذى يشاركون فيه.. بالطبع كرة القدم الوحيدة التى يستطيع كل المتطرفين والذين يعانون من الكبت والإحباط أن يجدوا أنفسهم فيها فكرة القدم هى اللعبة التى تجد فيها بوابة الحرية مفتوحة على مصراعيها دون رقابة أو مراقبة أو عتاب.
كرة القدم يا صديقى هى المتنفس الرسمى والرئيسى للشعب العربى، وهى الحالة الوحيدة التى يؤكد فيها العوام ذاتهم، لاتنس ياصديقى أننا نعيش بلا مشروع نلتف حوله ونصفق له ونفرح به.

لا أنكر يا صديقى أننى أشفق على الجماهير المصرية والجماهير الجزائرية التى سوف تأتى لتؤازر فريقها، والخوف من الصدام بين الجماهير العربية، إلا أننى مازلت أتمسك بخيوط أمل فى عقلاء القاهرة الذين سيديرون اللقاء فى المدرجات والذين على أيديهم سيخرج الجميع بإذن الله إلى بر السلامة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة