محمد منير

مجنون

الجمعة، 09 أكتوبر 2009 09:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثلاثة قادة من أصدقائى استقبلونى فى عملى الجديد استقبال المجانين، ما بين نصح طيب بالتعقل، أو إجراءات "تقية"، أو ابتسامة حنونة لطفل غير رشيد.. ولن أرد عليهم لأنهم أصدقائى، ولأن ربنا ستار حليم، بالإضافة إلى احتمال أن يكونوا على حق.

استقبالهم فرض على عقلى تساؤلات حول الجنون.. وهى كلمة اعتدت سماعها فى لحظات الانعكاس السلبى المرفوض لفعل إيجابى مقبول (حد فهم حاجة) أتحداكم.. ولهذا سأشرح وربنا يعينكم.

فعل إيجابى مقبول عندما اصطحب زوجتى فى فسحة أصرف فيها كل ما فى جيبى، مستمتعاً بسعادتها وكلماتها الرائعة لـ"حمادة انت" "اللى هو أنا".. يقابله انعكاس سلبى عندما تكتشف أننى صرفت كل الفلوس، فتتهمنى بأننى مسرف مجنون، وما يلى ذلك الاتهام.

فعل إيجابى مقبول عندما يعطيك رئيسك صلاحيات مطلقة فى العمل للنهوض به، وانعكاس سلبى عندما تصدق فتجد نفسك باحثاً عن وظيفة، أو عندما يثنى عليك رئيسك المباشر بأن كفاءتك مكسب للمكان لتنتظر نهايتك على يده إنشاء الله.

عندما انضم أنور السادات إلى تنظيم الضباط الأحرار قاومته زوجته واعتبرته مجنونا يهدد استقرار أسرته، وعندما انتهى به الأمر إلى رئاسة مصر أصبحت الزوجة سيدة مصر الأولى ونسيت جنون الزوج.

إذا أزعجك شباب التوكتوك بأصواتهم المزعجة و"قلقوا" منامك ولجأت للشرطة فأنت مجنون.. أو إذا قرأت قانون البيئة واستخدمت حقك فى الإبلاغ عن شخص يعتدى على شجرة فستكون نهايتك تحت "الطاسة فوق جردل البول فى عنبر المجانين بسجن الاستئناف".

إذا حاولت تعليم أبنائك بدون دروس خصوصية فأنت مجنون، وإذا طلبت من شخص عدم إلقاء القمامة فى الشارع فستواجه علقة ساخنة لإخراج الجن "الراكب على مراوحك".
إذا بحثت عن الشرطة لحماية أمنك العام فأنت لست مجنوناً ولكن حتماً أهبل.

والخلاص من الأعداء سلميا بإلصاق الجنون بهم هو سلوك قديم، وأشهر مجنون فى العشق "قيس بن الملوح" لم يكن مجنوناً ولا حتى عاشق، بل كان نذلاً طارد "ليلى العامرية" وفضحها بعد أن فضلت عليه الشاب العايق "ورد" وهامت به عشقاً، وأرادت ليلى الانتقام من قيس الذى "قلق" لحظات عشقها مع "ورد" العايق، فاستدرجته إلى كتابة الأشعار العفيفة والماجنة لها، معطية له الأمل ونشرت الأشعار بين القبائل ليصبح مجنوناً.. أما ليلى فتفرغت للتنكيل بـ"ورد" بعدما تزوجته وزهقت منه، فكان وضعه السلبى فى الأسطورة باعتباره شاب "نايتى" بلغة هذا العصر.

العقلاء فى زمننا كثيرون، منهم من كان يدعو لرحلة لغزة أثناء العدوان البربرى عليها وتحويل الأطفال إلى أشلاء بهدف تقديم وردة ووضع ابتسامة على شفاه طفل! ومنهم من يرى أن الفقراء هم المسئولون عن فقرهم لأنهم لم يسعوا لأن يكونوا أغنياء!!

"النت" ابتكار مجنون، ولهذا فأنا على وفاق معه.. ومن فوق النت أعجبت بشعر لا أعرف مصدره دونته فتاة " نتوية" لقبت نفسها بـ "بنت ستايل"..

مجنون
من يسأل عن طفله
تنحت فوق الدمعة قبله
تغزل ثوب الشرف حياء
تعصر وجه القدر عذابا
وتلوك الأمل المطعون

تحياتى لكل أصدقائى وزملائى العقلاء السابقين والحاليين والمقبلين.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة