سعيد شعيب

قداسة الأستاذ هيكل

الإثنين، 26 أكتوبر 2009 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يتحدث الأستاذ هيكل، وكأن الدبابات تحيط بالقصر الجمهورى، وملايين المواطنين ينتظرون إشارته للعصيان المدنى، لإسقاط السلطة الحاكمة.. ولذلك يتصور أن مطالباته التى قالها فى جريدة المصرى اليوم بتشكيل "مجلس أمناء لإدارة الدولة"، قابلة للتحقيق، رغم أنه يعرف أن مثل هذه الاقتراحات لن تخرج عن التحليق الحميد فى سماء الصحافة والفضائيات، ولا علاقة لها بالواقع.

ولذلك فحالة التقديس المنتشرة حوله محيرة، فالكثير من المعارضين، لا يتعاملون مع مقولاته، باعتبارها قابلة للنقاش، ولكنهم على الفور يعزفون وراءه ذات اللحن ويدافعون عن أفكاره، سواء كانت صحيحة أم لا، باستماتة، حتى فى الحالات التى يثبت فيها أن معلوماته خاطئة، مثل المعلومات المضحكة التى قالها عن زيارة أوباما للقاهرة، ولم يتوقفوا كثيراً عند خلطه المتعمد بين كراهيته للنظام الحاكم وبين الدولة المصرية.

المدهش أكثر لى أن هذا التقديس يأتى أكثر من قطاعات كبيرة من الناصريين، رغم أن الأستاذ هو الذى تحالف مع عدوهم التاريخى الرئيس الراحل السادات، وساعده بكل قوته فى الإطاحة برجال عبد الناصر، وبالمشروع الناصرى.

هذا التناسى لخطايا الأستاذ لا يقتصر فقط على الناصريين، ولكنه يمتد أيضا إلى قطاعات كبيرة من المعارضة، فينسون مثلا أنه هو الذى طالب بإلحاح بأن يبقى الرئيس مبارك فى الحكم للولاية الرابعة، لأنه كما قال وقتها، لديه خبرة 18 عاماً فى الحكم، وكأن موقع الرئاسة ليس سياسياً، ولكنه موقعا وظيفيا. ناهيك عن أن الخطابات التى نشرها فى المصرى اليوم وكانت موجهة للرئيس مبارك، ليست أكثر من طلب توظيف، استكمالاً لحلمه فى البقاء قريبا من السلطة الحاكمة، مثلما كان فى عهد عبد الناصر وعهد السادات قبل أن يطيح به.

هذا التقديس يمتد إلى مطالباته الأخيرة فى جريدة المصرى اليوم، فلم يعارضه أحد أو يناقشه من مختلف التيارات المعارضة، فلم يسألوه: كيف نحقق ذلك يا أستاذ؟ وهل تعنى مطالباتك بوضع دستور جديد، أنك تعتذر عن كل الدساتير التى كنت شريكا فى صياغتها، مثل دستور 1954 الذى أطاح بكل الحريات التى يطالب بها الآن، ودستور 1971 الذى وضعه السادات والتعديلات التى أجراها عليها؟

لا أقصد بالطبع التقليل من قيمة الأستاذ، فهو كاتب عظيم، ومثلى ومثلك، يخطئ ويصيب.. أليس كذلك؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة