سعيد شعيب

"عايز حقى"

الجمعة، 02 أكتوبر 2009 11:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذا اسم برنامج تذيعه قناة الفراعين، مأخوذ عن فيلم هانى رمزى الشهير، شاهدته مصادفة وتذكرت برنامج ريبورتاج الذى كان أهم سمة للقناة الثالثة عند تأسيسها منذ سنوات طويلة برئاسة الأستاذ مدحت زكى، على ما أذكر.. لكن البيروقراطية والسقف المحدود للحكومة لم يتحملاه، وتوقف تماما، وتحمل زكى سنوات طويلة من التهميش بسببه.

كان الهدف من تأسيس القنوات الإقليمية الجديدة وقتها حسب تصريحات المسئولين، الثالثة والرابعة والخامسة وغيرها، هى مناقشة القضايا ذات الطابع المحلى، أى القضايا اليومية.. ولكن مرت السنون وضاع الهدف، وأصبحت القنوات الإقليمية نسخا مشوهة من القنوات المركزية، وخسرت البلد كثيرا.

فالإعلام الذى تهيمن عليه الحكومة يؤمن أن دوره هو الإعلان عن إنجازات الحكومة، أى حكومة، رغم أنه إعلام يملكه المصريون ويدفعون تكلفته من جيوبهم، والمفترض أن يناقش قضاياهم الحقيقية. وأظنك مثلى فقدت الأمل وتتمنى أن يتم إلغاؤه وتوفير هذه الملايين، وإذا كان الحزب الحاكم يريد الإعلان عن نشاطاته وإنجازاته، فليكن هذا من جيوب أعضائه ولكن من جيبك وجيبى.

"عايز حقى" يرأس تحريره الزميل العزيز محمد رفعت وأهم ما يميزه أنه لا يتعامل مع القضايا المجردة التى أصبحت السمة الغالبة على برامج الفضائيات، أقصد القضايا التى تتسم بالطابع السياسى والفكرى النخبوى، صحيح أنها مهمة وتلعب دورا بارزا فى نمو الوعى العام، ومن ثم لا يمكن الاستغناء عنها، ولكنها لا تكفى وحدها، فهناك قضايا يومية تمس حياة المواطن مباشرة، أقصد القضايا المتعلقة بالمحليات وللأسف لا تحظى حتى باهتمام مختلف القوى السياسية ويسيطر عليها بالكامل تقريبا أعضاء الحزب الحاكم.

الحلقة التى رأيتها تتناول مباشرة خلط ماء الشرب بالمجارى فى قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية. كما تناولت استيلاء مافيا الأراضى على أرض يعيش عليها أكثر من ألف مواطن فى السيدة زينب، ولم يتجاهل مسئولو البرنامج مختلف الأطراف، فاستضافوا المسئول الحكومى ونواب البرلمان والمواطنين أصحاب المشكلة.

كما أن البرنامج يستند فى بنائه على تقارير مصورة ولا يكتفى بـ "الكلام فى الاستوديو" وهذه ميزة مهمة، بالإضافة إلى حيوية المذيع أحمد عبدون ..ولكنى خائف على البرنامج ونجاحه من شبهة انحيازه، فالمذيع يجب أن يكون محايدا وليس فاترا، فعمله الأساسى هو السؤال وليس الإجابة، وصولا إلى الحقيقة التى تدفع بلدنا للأمام.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة