سعيد شعيب

حوض الملك

السبت، 17 أكتوبر 2009 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتطم سن المحراث بجسم صلب، ليكتشف الفلاح حوض استحمام مسحورا، كان مدفونا فى الأرض. إذا ألقيت بثمرة كستناء صارت مائة ثمرة، وإن ألقيت فيه بعملة فضية صارت مائة.. وهكذا إن ألقيت بأى شىء.

فرح الفلاح بهذا الاكتشاف العظيم الذى يمكن أن يعوله وأسرته مدى الحياة، وعندما وصل الخبر إلى صاحب الأرض، جاء مسرعا واستولى عليه من الفلاح الأجير، وقبل أن يمر وقت طويل، سمع العمدة فجاء مسرعا وهو يقول: هذا الحوض اُكتشف فى أرض تحت إدارتى، وبالتالى فهو من نصيبى، وأرسل أعوانه وصادروه. ووصل الخبر إلى الملك الذى أعلن على الملأ أن كل بوصة فى أرض البلد ملك له، وعليه فإن الحوض المسحور من بين ممتلكاته. وهكذا انتهى المطاف بالحوض إلى الملك الذى استفاد منه كثيرا، فتضاعفت ثروته.

فكر الملك طويلا فقد كان يخشى أن يسرق أحد ذلك الحوض، فقرر أن يكتشف سره حتى يستطيع أن يحتفظ به. قفز الملك إلى داخل الحوض وراح يتفحصه جيدا، ولكنه لم يجد بداخله شيئا، وبمجرد خروجه حدث شىء مثير. ولقد خرج وراءه ملك آخر، ثم ملك ثان، فثالث، فرابع وهكذا حتى أصبحوا مائة.. جميعهم مثل الملك الأصلى تماما.

تسابق الجميع للاستيلاء على العرش، وتدافع الجميع نحو القصر للاستيلاء على المملكة والثروة والمحظيات والجوارى.. وراح كل منهم يصدر أوامره!
إن فأرين لا يمكن أن يعيشا فى جحر واحد معا، فكيف يتحمل العالم كل هذا العدد من الملوك؟!

كان لابد أن يحارب الجميع الجميع. كوّن كل واحد منهم جيشا يحاول أن يخضع الناس لحكمه ويستولى به على المدن ويضم الأراضى إلى ملكه بالقوة.. وفى النهاية دبت الفوضى فى جميع أنحاء البلاد.. إن أحدا من الملوك لن يسامح أحدا. كانوا جميعا من نفس العجينة. كانوا مائة لا فرق بين أحدهم والآخر.

فى ركن قصىّ، كان الفلاح الأجير الذى اكتشف الحوض يتنهد حسيرا وهو يقول: ليتنى مت قبل هذا، إن رغبة الملوك فى السيطرة والنفوذ والتملك عصية على التحجيم.. وكل منهم على استعداد أن يخوض قتالا حتى مع طيفه.. وحتى النهاية.

(نقلا عن كتاب" أنا القمر.. مختارات من الخرافة الصينية" صادر عن هيئة قصور الثقافة. تأليف هو وانج رى يون". ترجمة المبدع طلعت الشايب.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة