سعيد شعيب

أكاذيب ضيف هيكل

الجمعة، 16 أكتوبر 2009 11:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو اقتراح أخى وصديقى عبد الفتاح عبد المنعم وجيهاً، فقد قال لى أمس غاضباً: لماذا لا يكون لدينا قانون يجرم التشكيك فى نصر أكتوبر.. ألا يجرم الغرب التشكيك فى جرائم الهولوكست التى تعرض لها يهود أوروبا على يد هتلر؟

كلام منطقى، وكان يقوله رداً على وزير الخارجية البريطانى الأسبق ديفيد أوين، الذى استضافه الأستاذ هيكل ليحاضر حول "الصحة البدنية والنفسية للرؤساء".. ولكنى لا أميل إليه، لأن القاعدة هى أنه لا يمكنك أن تؤكد حقائق على أرض الواقع بقوانين، كما أن هذه الطريقة فى نهاية الأمر تقييد للحريات، إذا كان يفعلها الغرب بوقاحة، فلسنا مطالبين أن نكون مثله.

لكن ما يحيرنى فى كلام الرجل، وهو وزير خارجية سابق، أى مسئول كبير فى مطبخ صناعة القرار فى دولة كبرى، أنه يعرف يقيناً أن الحقائق على الأرض تصنعها موازين القوى، بمعنى أنه كان مستحيلاً أن تسعى إسرائيل للمفاوضات مع مصر بدءاً من مفاوضات الكيلو 101 وصولاً إلى معاهدة كامب ديفيد، لأن قلبها طيب، ولكن لأن قادتها أدركوا باليقين التكلفة الباهظة لاستمرار الاحتلال. والرجل يعرف تماماً أن إمبراطورية بلده التى لم تكن تغرب عنها الشمس لم تخرج من مستعمراتها، لأن الإنجليز ناس طيبين، ولكن لأنهم لا يستطيعون دفع تكلفة فاتورة استمرار الاستعمار.

المدهش ليست أكاذيب الوزير البريطانى، ففى النهاية هناك تعاطف ومصالح قوية بين الغرب وإسرائيل، لكن العجيب هو أن تستضيفه مؤسسة الأستاذ هيكل، أى الأستاذ نفسه، ودعك من دفاع الأستاذ هانى شكر الله عن الكلام الفارغ الذى قاله الوزير باعتباره وجهة نظر، فهو يعرف أن هذا ليس صحيحاً، فالوزير لم يكن يتحدث عن الإدارة السياسية للحرب، ولكنه كان يتحدث عن الحرب ذاتها.. وشكر الله وهيكل يعرفان أن الفارق ضخم.

إنه الكيد السياسى، فالأستاذ هيكل كما هو معروف معارض لنظام مبارك، وكما هو معروف كان معارضاً للسادات، رغم أنه تحالف معه ضد خصومه، ثم انقلب عليه، ولكن مشكلة الأستاذ أنه يخلط بين معارضته لسلطة حاكمة وبين معارضته للدولة المصرية.. فانتصار حرب أكتوبر لم يكن انتصاراً للسادات ونظامه وخدهما، ولكنه كان انتصاراً للدولة المصرية، انتصاراً لكل المصريين.. أليس كذلك؟!!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة