سعيد شعيب

حرية النقاب

الأحد، 11 أكتوبر 2009 12:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعجبنى أن الذين يدافعون عن النقاب ينطلقون من أنه حرية شخصية، وهذا صحيح بالطبع، فهو فى النهاية اختيار شخصى لا أظن أنه من المفيد أن نناقش أصحابه فى مدى شرعيته، ومدى اتساقه مع القرآن الكريم والسنة النبوية، فهذه فى النهاية تفسيرات تخضع لتصورات كل منا عن صحيح الدين.

لكن هناك ملاحظتين، الأولى هى ضرورة أن تخضع المنقبات للضرورات، ومنها حق مختلف المؤسسات أن تضع على أبوابها شرطة نسائية يمكنها التأكد من أنها سيدة أم رجل، حتى نقلل الجرائم التى تتخذ من النقاب ستارا لها، ومن المؤكد أنك تعرف مثلى عشرات الجرائم التى تقع كل يوم.

بالإضافة إلى أن هناك مهنا تتطلب فى رأيى خلع النقاب والاكتفاء بالحجاب، منها التدريس ومنها الطب، ومنها الالتحاق بالمؤسسات التعليمية وربما غيرها، واقتراحى أن يكون هناك حوار واسع وهادئ للاستقرار حول هذه المعايير، بما يضمن أن تستطيع هذه المؤسسات القيام بدورها الذى وجدت من أجله، وفى هذه الحالة من حق المنقبة أن تختار المؤسسة التى تتناسب مع قناعاتها.

لكن الأهم من وجهة نظرى هو ترسيخ الحرية الشخصية، والتى يجب أن يمدها على استقامتها الذين يدافعون عن النقاب، فإذا كانوا يدافعون عن الحريات الشخصية لفئة من الناس، فعليهم الاعتراف بحق باقى الفئات فى ذات الحرية.. وليس من حقهم أن ينتهكوا حريات الآخرين فى الزى، مثل الحجاب، وليس من حقهم التعامل الخشن مع غير المحجبات ووصفهن بأوصاف لا تليق.

وإذا تحدثنا عن احترام الحرية الشخصية، فعلينا أيضا التوقف عن انتهاك حق الآخرين فى أن يختاروا مايشاءوا دون أن نتعامل معهم انطلاقا من أنهم ناقصى دين، أو أنهم مختلفين فى الديانة ولابد من عقابهم بشكل أو آخر.. كما يجب التفكير فى التوقف عن الوعظ والإرشاد فى المواصلات العامة وانتهاك حق الآخرين فى أن يختاروا ما يشاءون من أزياء وأفكار.

أى باختصار وقف التمييز بين الناس واضطهادهم بسبب الزى أو الدين أو العرق، فالحرية لا تتجزأ، ولم يخلقها الله جل علاه لناس وحرم غيرهم منها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة