د. جمال نصار

وا أقصاه .. أين النخوة ياعرب؟

الخميس، 01 أكتوبر 2009 07:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المشهد العام فى المنطقة العربية والإسلامية لا يبشر بخير، فنحن أمام أنظمة وحكومات لا يشغلها إلا أمر التترس والتمسك بالكراسى الزائلة، محتمية فى ذلك بالذراع الأمنية الغليظة التى لا تعرف - فى غالب الأحيان - إلا لغة القهر والاعتداء على شعوبها، تارة بالتضييق فى الأرزاق ومحاربة الناس فى مصادر معيشتهم، وتارة أخرى بالإبعاد والاعتقال، وثالثة بالتشويه العام والخاص، ناهيك عن التخلف العلمى والتقنى والصحى الذى وصلنا إليه.

وهذا أوصل الشعوب إلى حالة من اللامبالاة واليأس والشعور بعدم الجدوى من أى تحرك فى أى سياق ومن أى جهة، وهذا للأسف ما يريده أعداء الأمة فى الخارج والداخل لتمرير مخططهم وسياستهم فى تغييب الشعوب والرضا بالأمر الواقع.

هذا الكلام العام أعتبره مدخلا طبيعيا لما يحدث من اقتحام أبناء القردة والخنازير للأقصى الشريف، أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله – صلى الله عليه وسلم.

فلولا هذا الضعف المهين الذى وصلنا إليه لما تجرّأ هذا الكيان الغاصب على اقتحام مقدساتنا وتدنيسها، فمن قبل قالت امرأة وا معتصماه حينما كشف أحد اليهود عن سوأتها، فتحركت الجيوش وقبلها تحركت النخوة العربية والكرامة الأبية لنجدتها وإنقاذها. فمن يتحرك اليوم لإنقاذ مقدساتنا؟! أتصور أن هناك بعض الأمور يجب التحرك من خلالها:

• على الشعوب العربية والإسلامية أن تعرف دورها وتتحرك لإنقاذ مقدساتها بكل الوسائل المتاحة، وتتعرف على طبيعة الصراع بين المسلمين والكيان الصهيونى وتبذل كل ما تستطيعه من دعمٍ لإخواننا فى فلسطين.
• على دعاة التطبيع أن يتقوا الله ويتوقفوا عن هذا العمل المهين ويلتحقوا بشرفاء الأمة من الكُتّاب للرد عن حياض أمتهم والذود عن مقدساتنا.
• على علماء الأمة ودعاتها أن يتحركوا من خلال خطبهم لتوعية الشعوب بطبيعة القضية مع العدو الصهيونى الغاشم وتوجيههم إلى بذل كل ما يستطيعون لنصرة فلسطين .
• على المقاومة الشريفة الأبية أن تصمد فى مواجهة هذا العدوان الهمجى وتواصل استعدادها لصد صلفه وعجرفته، لأنها تمثل حائط الصد الأول لمواجهة الصهاينة المعتدين.
• على الحكام والأنظمة العربية دور كبير فى مواجهة هذا الصلف الصهيونى، ولا أقل من قطع العلاقات مع هذا المغتصب المحتل وأن يتذكروا أنهم سيسألون يوم العرض أمام الله يوم القيامة عن دورهم فى مواجهة أعداء الأمة.
• وعلى منظمات الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى أن تتحرك لإنقاذ مقدسات المسلمين ولا تكتفى بالبيانات والخطابات والشجب، ولكن يجب أن يكون لها دور فاعل وواضح فى مواجهة هذا العدوان.
• على الولايات المتحدة الأمريكية والغرب أن يعوا أن الشعوب العربية والإسلامية لن تركع لهم ولن تستكين لمخططاتهم فى تمكين الكيان الصهيونى من مقدساتنا وليعلموا أن هذا خط أحمر فيتوقفوا عن دعم المحتل، وعليهم نصرة الحق والعدل .

وفى الختام أحيى الشعب الفلسطينى - رجالا ونساء وشيوخًا وأطفالا - الصابر المجاهد على صموده برغم الحصار الظالم. هذا الشعب الذى يدفع الثمن نيابة عن الأمة الإسلامية والعربية ولا أقل من أن ندعوا لهم بالثبات، وفقكم الله وسدد على طريق الحق خطاكم.

"وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون"
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة