سعيد شعيب

حنين

الخميس، 01 أكتوبر 2009 12:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان المكان هادئا ودافئا يدفعك دفعا لأن تخرج من إيقاع القاهرة الصاخب، ويدفعك أيضا إلى التأمل الهادئ لعناوين الكتب المرصوصة باحتفاء على الأرفف الأنيقة.. وأرفف أخرى عليها سيديهات أغانى وأفلام، وجزء مخصص للهدايا الرقيقة ولعب الأطفال واللوحات.. يمكنك أن تتصفح ما تشاء ويمكنك أيضا أن تحتسى الشاى والقهوة .. أحدثكم عن مكتبة حنين التى زرتها لأول مرة أول أمس رغم أننى سمعت عنها كثيرا.

المكتبة عبارة عن شقة صغيرة بالدور الأرضى بحى جاردن سيتى. لا تكتفى فقط بالبيع ولكنها تقيم حفلات توقيع للمؤلفين، كما تحتفى صاحبتها الكاتبة والصحفية نوال مصطفى بمواهبنا الكبيرة مثل يوسف إدريس، أى تعتبر أن أحد أدوارها تنشيط صناعة الكتاب وليس بيعه فقط.

المكتبة الجديدة تشبه عددا من مثيلاتها التى تأسست فى السنوات الأخيرة وكان أولها مكتبة ديوان فى حى الزمالك، وجاءت مكتبات لدار الشروق والكتب خانة وغيرها وغيرها. وأهم ما يميز هذه النوعية أنها تحترم الزبون وتحتفى به، وتقدم له كل ما يريد فى مكان مبهج ومنظم وأنيق.. كما أنها توفر له الوقت والمكان الملائم للقراءة السريعة حتى يختار ما يشاء.

فالحقيقة أنه لا توجد فى مجتمعنا ثقافة احترام الزبون.. تذكر كيف يعاملك البائع فى السوبر ماركت، وكأنك أنت الذى تعمل عنده، رغم أنك لو لم تشتر لتشرد هو والمالك، ومع ذلك يعاملك وكأنك أنت الذى تعمل عنده. وهو ما سوف تجده لو وقعت تحت رحمة موظف أو ضابط الشرطة، رغم أنهما يحصلان على رواتبهما من الضرائب التى تدفعها.. وإذا مددت الخط على استقامته ستجد ذات الأمر لدى الحكومة التى تعمل عندنا ولكنها للأسف تحولنا إلى شغيلة بلا حقوق.. ولا تستثنى من ذلك الكثير من قوى المعارضة التى تؤمن بأنها منزلة من السماء ولكن الشعب الجاهل لا يعرف قيمتها.. وإذا حدث وتولت السلطة ستعيد تربيتك وتربيتى من جديد.

أعود لمكتبة حنين التى فرحت بها وبصاحبتها الزميلة العزيزة.. فهذه المشروعات النبيلة تمنحنى وربما تمنحك الأمل بأن يأتى اليوم الذى يكون فيه الزبون مالك ومدير بلدنا الجميل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة