د. محمد مورو

انهزمت إسرائيل ولا داعى للمكابرة

الخميس، 22 يناير 2009 12:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العدوان الصهيونى على غزة هو هزيمة لإسرائيل، وعلى الجميع التعامل مع هذه الحقيقة، وعدم التعالى عليها، بل وعدم المكابرة فى هذا الصدد، ومرة أخرى تثبت الوقائع أن الإنسان أقوى من التكنولوجيا، وأن الإيمان والإرادة أقوى من الطائرة والدبابة، وأن بوسع أى تجمع بشرى كبيراً أو صغيراً، أن يصمد أمام أعتى الجيوش طالما امتلك إرادة القتال، وهل الصمود الأفغانى والصومالى وصمود حزب الله فى لبنان والمقاومة العراقية وأخيرا صمود غزة يؤكد هذه الحقيقة؟.

تقول إنه هزيمة لإسرائيل، لأن إسرائيل لم تستطع أن تحقق أياً من أهدافها المعلنة أو أهدافها المعروفة والبديهية، فقد قامت إسرائيل بضرب أكثر من مليون كيلو جرام من المتفجرات، واستخدمت أنواعا محرمة من الذخيرة، وقتلت أكثر من 1300 معظمهم من المدنيين والأطفال والشيوخ والنساء، وجرحت ما يزيد على 5000 مواطن من غزة، وقتلت أطقم الإسعاف والصحفيين وضربت المستشفيات والمدارس والمساجد، بل اعتدت على قوات الأمم المتحدة، وقتلت كل شئ، ومع ذلك لم تستطع بأنها العسكرية الجبارة فى مدة زمنية "3 أسابيع" أن تحطم حماس أو حتى تنال من قوتها بصورة مؤثرة، بل ربما خرجت حماس أقوى مما كانت، وكذلك لم تستطع إسرائيل أن تمنع إطلاق الصواريخ من غزة على المستوطنات الصهيونية، ومن ثم فهذا وحده يعوى هزيمة إسرائيل، أكثر من هذا أن حجم التعاطف العربى والإسلامى والعالمى لحماس وأهالى غزة، وتلاحم كل فصائل المقاومة ورموز الشعب الفلسطينى فى غزة وخارجها مع حماس، يعنى أن حماس قد استفادت من تلك المعركة، وأكاد أزعم أن حماس كانت قد ارتكبت بعض الأخطاء فى ممارستها للسلطة فى غزة، ومن ثم فقدت شيئا من شعبيتها، ولكن هذا العدوان الصهيونى غسل هذه الأخطاء عن حماس، وأعاد لها شعبيتها وزادها قوة ونفوذاً داخل غزة وخارجها، وهذا يعنى أن حماس ربحت وإسرائيل خسرت.. وعلى الجميع أن يدرك هذا الأمر وأن يأخذه فى اعتباره، وأعتقد أن كثيرين راحوا يتعاملون مع هذه الحقيقة، وهل تغير اللغة والسلوك لدى زعماء عرب بل زعماء أوروبيين عما كانوا يقولونه أو يفعلونه فى أول أيام الحرب يؤكد هذه الحقيقة، بل إن إسرائيل ذاتها حين وقعت اتفاقاً مع أمريكا لمراقبة غزة ومنع وصول السلاح إلى حماس حسب ما هو معلن كان هذا يعنى أن إسرائيل فقدت الأمل فى القضاء على حماس، وكل ما ترجوه هو منع وصول السلاح إليها، وهو أيضاً اعترف ضمنى بسلطة حماس على الأرض ونوع من تجاهل محمود عباس ورجاله.

مسألة أن حماس نجحت فى إفشال الأهداف الإسرائيلية ليس تصريحا عاطفياً، بل هو حقيقة يعترف بها العدو نفسه قبل الصديق، فالسيد سليفان شالوم عضو الكنيست الإسرائيلى، قال فى تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلى، إن العملية العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة لم تحقق شيئاً من أهدافها، وأن العملية لم تستطع إنهاء إطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية، وقالت صحيفة هاآرتس أن العملية العسكرية لم تحقق جميع أهدافها، حيث إن إطلاق الصواريخ مازال مستمراً، وأن حماس حققت مكاسب لا يمكن إنكارها، فقد فازت بشرعية دولية وتعاطف عالمى وقواتها لا تزال تسيطر على غزة.

أما صحيفة يدوعوت احرونوت قالت إن سكان جنوب إسرائيل لم يحتفلوا بإعلان وقف إطلاق النار، ومازال الخوف يسيطر عليهم، أما أسرة الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط الأسير لدى حماس، فقد اعتبرت أن الجيش الصهيونى فشل فى فك أسر الجندى شاليط، وأن هذا ربما يعنى حكما بالإعدام على شاليط، ليست الصحف والرموز السياسية الإسرائيلية هم من يعترفون بالهزيمة أو الفشل، فصحيفة الأوبزرفر البريطانية قالت إن حرب إسرائيل لم تحقق أى هدف وانتهت بفضيحة أخلاقية لإسرائيل، وأن تل أبيب قد خرجت من القطاع الفلسطينى وقد خسرت سمعتها، ولم تحقق هدفها فى القضاء على حماس، وأن تلك الحرب قد جعلت حماس هى الممثل الرئيسى للشعب الفلسطينى، واكتسبت حماس تعاطفاً كبيراً داخل وخارج غزة، أما صحيفة الإندبينديت فقالت إن إسرائيل قد خسرت روحها ودمرت صورتها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة