سعيد شعيب

الانتصار الكاذب

الأربعاء، 21 يناير 2009 06:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أظن، وليس كل الظن إثم، أن هناك خللا فى مفهوم الانتصار العسكرى على إسرائيل، فما تطرحه بعض الأنظمة الحاكمة، والكثير من القوى السياسية من المحيط إلى الخليج يدعو للحيرة، ويجعلنى أتساءل، ماذا يقصدون بالضبط بالانتصار؟

وإليك بعض أمثلة الهزائم التى يحولونها إلى انتصارات ما بعدها انتصارات:
1- العدوان الإسرائيلى البشع ضد لبنان انتهى إلى خسائر بشرية ضخمة، ولا يمكن مقارنتها بما حدث للدولة العبرية، ناهيك عن حجم التدمير المادى المروع للدولة اللبنانية وتشريد الملايين.. فكيف يكون هذا انتصارا؟ّ

على المستوى السياسى تمت إزاحة حزب الله، بموافقته، من الجنوب اللبنانى لمسافة 40 كيلو مترا، وحلت مكانه قوات دولية وقوات الجيش اللبنانى.. أى خسر أرض المعركة ضد العدو التى كانت تسهل عليه إطلاق الصواريخ وتنفيذ العمليات داخل إسرائيل. ولأنه مهزوم، فقد تبرأ من الصواريخ المجهولة التى تم إطلاقها مؤخرا ضد إسرائيل، فليقل لنا هو ومناصروه، إذن كيف كانت حرب تموز انتصارا عسكريا وسياسيا؟!

2- فى العدوان الأخير على غزة، قارن بين حجم الخسائر المادية فى الجانب الفلسطينى والجانب الإسرائيلى، وقارن أيضا عدد الجرحى والشهداء لدى أهلنا هناك، وبين قتلى وجرحى العدو.. فهل هذا انتصارا، كما صرح قادة حماس ومن يناصرونهم من المحيط إلى الخليج؟!

لا أظن، ولا أظن أيضا أنه على المستوى السياسى قد تحققت مكاسب للفلسطينيين، فقد رحبت حماس بوقف إطلاق النار الذى كانت ترفضه قبل المجزرة، كما لم تحقق هدفها بأن تكون المعابر تحت هيمنتها، وسوف تنسحب القوات الإسرائيلية من غزة.. ولم تحرر حماس شبرا واحدا إضافيا.. فأين الانتصار؟!

ثم دعنى أتساءل إذا كانت هذه الهزائم المروعة يعتبرها البعض نصرا.. فبماذا نسمى ما يلى:
1- حرب تحرير الجنوب اللبنانى الذى قاده حزب الله مع القوى الوطنية هناك، فقد انسحبت إسرائيل دون قيد أو شرط.

2- حرب أكتوبر 1973 التى خاضها الجيش المصرى وحرر جزء من سيناء، ثم خاض معركة تفاوض انتهت بعودة أرضنا بالكامل.

أظن أننا نحتاج إلى إعادة التفكير فى مفهومنا عن الهزيمة والنصر، اذا أردنا حقا أن ننتصر على أعداءنا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة