سعيد شعيب

تحالف الأشرار

الثلاثاء، 09 سبتمبر 2008 03:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"نرفض المسخرة والإساءة للأخلاق، فئة من المتعصبين والأعداء هي التي رفضت قرارنا بعدم تولي المرأة والأقباط رئاسة الجمهورية، الحجاب ركن أساسي من الشريعة، ما أقوله أنا هو صحيح الإسلام، الختان من الإسلام".

التعبيرات السابقة لمحمد مهدي عاكف رئيس جماعة الإخوان والشيخ يوسف البدري، أظن أنه من الصعب أن تفرق بينهما، وإذا كان هناك فرق فهو في بعض التفاصيل وليس في الجوهر، فكلاهما يعتبر نفسه وكيل الله جل علاه، وكلاهما يعتبر أنه هو الإسلام ، والإثنان ،إذا لا قدر الله وتمكنا من هذا البلد، فسيكون مصيرنا القمع والقتل والتجويع، فهم يحكمون باسم الله، فمن يجرؤ على الاختلاف معهما.

لكن ما الذي جمع الرجلين في مقالة واحدة؟
الصدفة جمعتهما في العدد رقم 403 من جريدة صوت الأمة بتاريخ 1-9-2008 ، فالبدري في حواره مع الزميل خالد الكيلاني يعتبر أن كل من يختلف معه كافرا، حتى لو كان ينطق الشهادتين ، ويستخدم القوانين المعيبة في حربه مع كل المختلفين معه لكي يربيهم، فهو لا يؤمن بحق الجميع في التعبير عن رأيه ولكنها بلده وبلد من يناصرونه، ولا مكان فيها لغيرهم، والرجل لا يمثل حالة استثنائية ولكنه تعبير أمين عن المؤسسات الدينية الرسمية.

عاكف مثله يعتبر أن وجود المختلفين معه على أرض مصر كرم وتفضل منه، فقد وصف لزميلنا محمد عبد القدوس عضو الجماعة الذين رفضوا قراره جماعته بعدم تولي الأقباط والنساء رئاسة الجمهورية بأنهم إما متعصبين أو أعداء، والمعنى المتضمن أنهم أعداء الإسلام. ثم يريد أن يضحك علينا ويقنعنا هو وعبد القدوس أن الجماعة توافق على وجود حزب شيوعي، رغم أنهم قرروا حرمان مواطنين مصريين من حقهم للترشح للرئاسة، فهل ستوافقون على أن يرأس البلد شيوعي حتى لو جاء بانتخابات حرة؟!

لا أظن ولكنه الكذب السياسي، مثل كذبة أن قرار الجماعة بحرمان الأقباط والمرأة كان بالأغلبية، وكأن من حق أي أغلبية أن تنتهك حقوق ولو فرد واحد في هذا البلد، ولكنها طريقة الإخوان ورئيسهم في فهم الديمقراطية، إنها الديمقراطية التي توصلهم إلى الحكم وتوصل البلد إلى الجحيم.

هل تجد فرقا بين الإثنين؟
ألا ترى أن كلا منهما يمثل الاحتياطي الاستراتيجي للآخر؟
إنه تحالف الأشرار.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة