سعيد شعيب

عنصرية موبينيل

الأحد، 28 سبتمبر 2008 10:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدمنى إعلان شركة موبينيل عن شبكتها الجديدة .. السبب أنه وقع فى فخ إعادة تقديم الصورة النمطية للأفارقة، والتى نقلتها السينما المصرية من السينما الأمريكية بجهل، حتى أصبحت هى الصورة المعتمدة والتى نقلها للأسف صانعو هذا الإعلان.

الصورة الساذجة والمشوهة، هى أن الأفارقة ، قبائل لا تعرف شيئا عن التحضر والحضارة، ويعيشون شبه عرايا، فى عشش مبنية من القش وأوراق الشجر، يصطادون الحيوانات والأسماك بالرماح والسهام.

الغريب أن فيلم مثل "أفريكانو" كرر ذات النمط، رغم أنه تم تصويره فى جنوب أفريقيا، فالأفارقة الذين يعيشون فى حديقة الحيوان المفتوحة التى تملكها منى زكى، لن تجد فروقا بينهم وبين الذين ظهروا فى إعلان موبينيل .. إنها الصورة النمطية المزيفة.

الحقيقة أن إعادة إنتاج هذه الصورة المشوهة لا تخص موبينيل وحدها، ولكنها جزء من الثقافة المصرية السائدة، التى تحتقر بشكل أو آخر انتماءها الأفريقى، بل وتتعالى عليه، فمن الصعب أن يتصور أحد أن فى بلاد أفريقيا مدناً وعواصم وحضارة وكل شىء، "زيها زى مصر"، وربما أفضل. والغريب أن يفعل المصريون ذلك، رغم أننا نعانى من تقديم صورة عجيبة لنا فى السينما الأمريكية، والتى لن تزيد عن صحراء وجمال وعشش وبيوت قذرة و"شوية آثار" لا ندرك قيمتها الحقيقية.

إذن نحن نعانى من ظلم ما تقدمه السينما الأمريكية عنا.. فلماذا نصر على أن نظلم الأفارقة ونقدم لهم صورة كاذبة؟

فى تقديرى أنها ثقافة الدولة المركزية التى لا تحترم تنوع واختلاف ثقافة الأطراف، ربما لذلك لن تجد أبدا فى الفنون الدرامية أعمالا تتمحور حول شخصيات نوبية أو من أسوان، إذا استثنينا فيلما واحدا، وباقى الأعمال يظهر فيها أهل الجنوب الأسمر بوابين وخدامين فقط. كما لن تجد شخصيات رئيسية من بدو سيناء أو الصحراء الغربية والشرقية. وستجد أيضا معارك لا تنتهى بين الثقافات الفرعونية والقبطية والإسلامية، فليس هناك اعترف متبادل، ولا تسامح بأن يكون الكل موجودا، ولكن السائد فى المركز يريد محو غيره.
إنها الدولة المركزية الغبية التى تعتبر التنوع والاختلاف مؤامرة لتدميرها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة