سعيد شعيب

هابطون

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008 10:41 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف متى يتوقف شيوخنا عن استخدام التعبير العجيب "حرام شرعا.. وحلال شرعا" ويستبدلونه بعبارة تحمل قدرا من التواضع "أعتقد أن هذا حلال.. أظن أن هذا حرام"، لأن لا أحد منهم يملك الحقيقة، لا أحد منهم يأتيه الوحى من السماء.. ولكنها مجرد اجتهادات بشرية قد تخطئ أو قد تصيب.. والطبيعى أن تكون محل جدل أو اختلاف.. فالبشر مختلفون، هذه هى طبيعة الحياة.
من هؤلاء الذين يطلقون الفتاوى "الحلال شرعا، الحرام شرعا"، الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، التى أفتت بثقة غريبة "لا يجوز شرعاً للرجال إلقاء السلام على السيدات من باب الوقاية".
فهل هذا منطق، هل يمكن أن يدخل الرجل فى الصباح على زميلته فى العمل ولا يلقى عليها التحية من باب الوقاية؟
فأية وقاية تقصد الأستاذة الجامعية؟
هل تقصد الشهوات الجنسية؟
مؤكد أنها تقصد ذلك، وهى فى هذا مثلها مثل كثير من الشيوخ الذين يعذبهم الهاجس الجنسى، ويتصورون أنه المحرك الوحيد للحياة، وللرجل وللمرأة.. ومن ثم فلابد من أن يتم عزلهما عن بعضهما البعض من باب الوقاية.

الحقيقة أنه هوس جنسى غير مفهوم وغير مبرر، وغير منطقى، فليس كل سلام بين رجل وامرأة يعنى الجنس، بل هناك علاقة محترمة اسمها الزمالة.. وهناك بشر، وهم الأغلبية فيما أظن، يحترمون أنفسهم ويتعاملون مع النساء باحترام شديد فى كل مكان فى بلدنا.
أما هؤلاء الذين تتحدث عنهم الدكتورة والأستاذة الجامعية فهم النشاز غير الطبيعيين، فلا يمكننا أن نسير وراء هوسهم الجنسى ونحرم بسببهم كل شىء وأى شىء دون سند من منطق أو سند من شريعة.

الحقيقة أن الدكتورة سعاد، مع كامل الاحترام لها، لا تقف فقط فى صف القلة النشاز، ولكنها تعيد أيضا هذا البلد إلى الوراء، وتعطى المبرر لهؤلاء الذين ينفون عن المرأة كونها بشرا لحما ودما، ويؤمنون أنها ليس إلا مصدر للغواية، ويصبح الحل الوحيد هو حبس المرأة وحرمانها من حق العمل والحياة.
فهل تريد ذلك الأستاذة الجامعية سعاد صالح؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة