سعيد شعيب

إرهاب قناة الجزيرة

الأحد، 21 سبتمبر 2008 11:11 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحيرنى التعبير الأثير لدى قناة الجزيرة "ما يسمى بالإرهاب" أو "ما يسمى بالإرهابيين"، الذى تستخدمه بشكل دائم فى تقاريرها ونشرات أخبارها. السبب أننى لا أفهم ما هو المقصود به بالضبط، هل هو استنكار ورفض ضمنى لوصف الإرهاب والإرهابيين، وبالتالى فهناك أوصاف أخرى نقيضة تريد أن توصلها القناة لمشاهديها؟

الأمر غير واضح، بل وغامض. يمكننى أن أتفهم أن القناة لا تريد التورط فى تبنى تعبيرات تستخدمها الإدارة الأمريكية فى توصيفها للكثير من التنظيمات الإرهابية المتطرفة وعلى رأسها بالطبع تنظيم القاعدة. ولكن من الصعب تفهم عدم وجود تعبيرات بديلة توضح بشكل حاسم للمشاهدين موقف القناة.

أعرف أن كثيراً من زملائنا فى القناة، سيتحدثون عن الحياد والموضوعية الإعلامية، وأن هذه السمات المهنية الرفيعة هى التى منحت كل هذا التأثير وكل هذه الجماهيرية. ولكنهم يعرفون أنه لا يوجد حياد مطلق، بل لا توجد وسيلة إعلامية فى الدنيا كلها تمارس هذا الحياد المطلق. وبالنسبة للجزيرة، مثل غيرها، هناك خطوط حمراء، منها على سبيل المثال الأحوال الداخلية فى دولة قطر التى تملك القناة، ومنها عدم المساس بالمملكة العربية السعودية وغيرها.

وهذا لا يعنى المزايدة على زملائنا، فهذا حال كل الوسائل الإعلامية، والفارق بينها هو فى عدد المحظورات، والفارق الأهم هو درجة المهنية التى يمكن أن تمارس به القناة أو الصحيفة رسالتها التى أرادها لها مُلاكها. وهذا ما تفوقت فيه بامتياز الجزيرة، فقد رفعت سقف الحريات إلى أقصى ما يمكن الحصول عليه فى عالمنا العربى، وبمستوى مهنى عالى، فكانت الأفضل.

ومن ثم فإننى لا أتفهم هذا الموقف الغريب من "الإرهاب والإرهابيين". دعك من الإدارة الأمريكية، وكل الإدارات الغربية، ودعك من بوش وجرائمه، فالأمر فى النهاية بسيط وواضح: ماذا نسمى القتل الخارج على القانون، ماذا نسمى ما حدث فى 11 سبتمبر وما يحدث الآن فى لبنان ومن قبله آلاف الضحايا الذين تقتلهم هجمات انتحارية فى العراق؟
لا أظن أننا يجب أن نستخدم تعابير مائعة وغير إنسانية من نوع "ما يسمى بالإرهاب"، لأن هذا فى الحقيقة يمكن أن يكون دعماً للإرهاب وانتهاكاً للإنسانية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة