سعيد شعيب

غضب الناصريين

الإثنين، 18 أغسطس 2008 07:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غضب الناصريين
لا أعرف بصدق لماذا غضب بعض أصدقائى الناصريين بسبب ما كتبته بعنوان "عبادة عبد الناصر"، فلم يكن الهدف الإساءة الشخصية للرجل العظيم، ولم يكن الهدف على الإطلاق رفض انحيازاته الفكرية، فهل هناك عاقل يرفض الاستقلال الوطنى أو الدفاع عن الفقراء وغيرها من الأفكار النبيلة؟!

كان الهدف هو رفض طبيعة الدولة المستبدة التى صنعها عبد الناصر، دولة الحزب الواحد، الدولة التى أممت كل التنظيمات السياسية والاجتماعية وغيرها وغيرها. صحيح أن هذه الدولة قدمت للبلد إنجازات ضخمة، ولكنها ذهبت إدراج الرياح لأنها لم تجد مؤسسات ديمقراطية تدافع عنها، وحتى الشعب نفسه الذى استفاد منها لم يخرج دفاعاً عنها.

هذه الدولة فعلت ذلك لأن على رأسها عبد الناصر، وليس بسبب طبيعتها، لأنه كان يعتقد، وهذا طبعاً خطأ فادح، أن هذه هى الطريقة الوحيدة لتحقيق أفكاره، أن يكون هو ذاته الدولة، كل المؤسسات تحت هيمنته، سلطة تشريعية وأخرى تنفيذية وثالثة قضائية، أى سلطة الرجل الواحد الذى لديه ميل للعدل ويحب للفقراء.

وعندما رحل جاء على رأسها السادات وغير طبيعة البلد "على بعضها" من نظام اشتراكى إلى نظام يريد أن يكون رأسمالياً، فعل السادات ذلك دون أى مقاومة، لأنها ليست دولة مؤسسات ولكنها دولته، دولة الفرد. وذات الأمر فعله الرئيس مبارك، فقد جاء على رأس الدولة ذاتها، دولة الرجل الواحد.. صحيح أن هناك فروقاً بين الرؤساء الثلاثة، ولكنها فى الحقيقة فروق فى الشكل وليس فى طبيعة آلة الدولة المستبدة.

هل هذا يعنى رفض توجهات عبد الناصر، بالطبع لا.. ولكن التحدى الذى يواجه محبى عبد الناصر هو كيف تزدهر أفكاره فى سياق دولة ديمقراطية تحترم الحريات الفردية والعامة؟ وهؤلاء لحسن الحظ لا يختلفون مع جوهر ما كتبته، ربما يختلفون مع تفصيلة هنا أو تعبير هناك.

أما الذين يدافعون عن ممارسات دولة عبد الناصر الخاطئة، فهم فى الحقيقة ضد أفكار عبد الناصر، وهؤلاء سيقضون عليها لأنهم سلفيون يريدون عودة الزمن إلى الوراء.
والحقيقة أن هؤلاء السلفيين موجودون بوفرة فى كل التيارات، لكن هذه قضية أخرى تحتاج إلى مساحة جديدة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة