علاء عبد الهادى

آه.. من تانى يا ست!

الأحد، 29 يونيو 2008 12:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعلمت الحب على يديها، كنت أستمع لآهاتها، وأتلمسها تحرق معصمى وقلبى "آه من قيدك أدمى معصمى، لما أبقيه، وما أبقى على"، تعلمت منها أن أكون عفيفاً فى حبى، عزيزاً أكتوى بنار الحب ولاأبوح.

أراك عصى الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهـى عليك ولا أمر
نعـم أنا مشـتاق وعندى لوعــــة ولكن مثلـــى لا يذاع لـه ســـر

مرت مائة عام على ميلاد الست أم كلثوم أو سومة كما كنا نحب أن نسميها، ومرت أكثر من 33 عاماً على الرحيل، وتأبى إلا أن تسكن فينا، نلجأ إلى صوتها إذا طرق الحب القلب، ونجد السلوى عندها إذا هجرنا المحبوب، ونبكى على آهاتها عندما يغدر بنا من سلمناه القلب ليسكن فيه، فإذا به يتركه أطلالاً. فكرة عبقرية تلقفها معهد العالم العربى بباريس، وبدأ الإعداد لها منذ ثلاث سنوات، ولم يفعل مثلنا، نتحرك دائما بعد فوات الأوان، الفكرة هى الاحتفال بمئوية كوكب الشرق الفنانة المبدعة التى ما غابت أبداً، وهل يغيب الموت العظماء، قد يفنون بأجسادهم، ولكنهم يسكنون عقولنا وقلوبنا.

المعرض الذى يستمر حتى الثانى من نوفمبر المقبل، اختارت له إدارة المعرض عنواناً عبقريا : "أم كلثوم الهرم الرابع"، ودعت للافتتاح فاروق حسنى وزير الثقافة، ومحمد سلماوى رئيس اتحاد كتاب مصر والعرب. ودومينيك بوديس مدير معهد العالم العربى. روعة المعرض وجماله فى سيناريو العرض الذى أبرز سر عبقرية أم كلثوم، فهى رغم تفرد صوتها الذى كان هبة الله لها ولكل عشاقها، إلا أن عبقريتها الحقيقية تكمن فى شخصها، وشخصيتها وكان جمهور أم كلثوم الذين التفوا حولها لسماع أغانيها العاطفية والروحية ينتمون إلى جميع الطبقات سواء كانوا أرستقراطيين أو فلاحين، أغنياء أو فقراء، مثقفين أو بسطاء، ومن كل البلدان العربية. وكان وزير الثقافة موفقاً فى تعبيره عندما قال: إن أم كلثوم لم تكن مجرد مطربة متميزة، وإنما كانت أيضاً امرأة عصامية حولتها موهبتها وعملها من مجرد فتاة عادية إلى سيدة أولى فى مصر والعالم العربى.

وخصص قسم من المعرض لإبراز "التزام" أم كلثوم فى الحياة العامة، فيسرد مآثر سيدة الغناء العربى كمدافعة عن حقوق المرأة ورافعة لراية القومية العربية. وتعكس قصاصات صحافية وكلمات أغنياتها التزام أم كلثوم فى تطور المجتمع المصرى والأمة العربية.

كذلك يخصص المعرض جانباً منه لأعمال عدة لفنانين معاصرين عرباً وبعض الأوروبيين أيضا، تأثروا جميعهم بكوكب الشرق، فهذا عرض للأزياء مستوحى من روح أغانيها، ومن أسلوب ملابسها العصرية التى كانت ترتديها، وهذه عدة لوحات فنية تشكيلية لمبدعين من أجيال مختلفة تأثروا بصوت أم كلثوم. وأدرك واضع سيناريو العرض أهمية أن يؤرخ لطبيعة العلاقة المميزة والمتميزة بين الشاعر المبدع والمحب رامى وبين أم كلثوم، وكيف أثمرت هذه العلاقة عن إبداعات خالدة مادام فى كل منا قلب ينبض ويدك معنى الحب واللوع!

وقفت كثيرا أمام مجموعة من الصور الخاصة أغلبها بالأبيض والأسود تؤرخ لهذه العبقرية الإنسانية فى جميع مراحلها، ولكنى وقعت فى فخ المقارنة بين فنانى هذه الأيام وفنانى العصر الذهبى الذى تتصدره أم كلثوم، فهذا هو خطاب موجه لها من رئاسة الجمهورية يشكرها على تبرعها بمبلغ ألف جنيه، مرة واحدة – يقدر اليوم بعدة ملايين ـــ لصالح المجهود الحربى، بعد أن طافت البلاد العربية تغنى وتوجه عائد حفلاتها لصالح الوطن الذى وهبها الخلود، أقول ذلك وفى صدر صفحات الصحف اليوم خبر أكثر من فنان يتقاضون الملايين، ويدعون الفقر ولا يؤدون حق الدولة عليهم فيتهربون من سداد الضرائب!
رحم الله الست، وربنا يرحمنا من فنانى هذا الزمن.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة