سعيد شعيب

تزوير الثورة

الأحد، 02 مارس 2008 08:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أظن أن الاحتجاجات الفئوية الواسعة التى يقوم بها المصريون الفقراء، يمكن أن نعتبرها مقدمة "ثورة" كا يقول بعض أصدقائنا المعارضين، فلن يزيح الفقراء باقى الطبقات، لتركب السلطة الطبقة العاملة، أى ثورة بالمعنى الماركسى ، أو حتى بالمعنى الغائم الذى تطرحه قطاعات واسعة فى النخبة المعارضة، والذى يعنى فى جوهره إزاحة النظام الحاكم بطريقة تقترب من فوضى مروعة.
ولكنى أظن أن هذه الاحتجاجات تقوم بها مختلف فئات المجتمع، فيهم أساتذة جامعة وأطباء وعمال وموظفون وغيرهم، لتحسين أوضاعهم الاقتصادية، سوف "تعدل الحال المايل"، أى أتوقع أن تفعل ما يلى:
1-اتساع هذه الاحتجاجات بشكلها السلمى سوف يجبر النظام الحاكم والطبقات المسيطرة، أياً كان غطائها السياسى مؤيداً أو معارضاً، على قبول فكرة إعادة توزيع الثروة بين المصريين بقدر أكبر من العدالة لصالح الفقراء، وتدريجياً وبالوسائل الديمقراطية السلمية يمكن أن يصل المجتمع إلى توازن بين طبقاته.
2-أصحاب هذه الاحتجاجات متخلصون من الخطابات التى تطرحها أطياف المعارضة والنظام، فهى على امتداد سنوات وسنوات لم تفعل لهم شيئاً، وليس لديهم أى أمل فى المؤسسات القائمة من نقابات وأحزاب وغيرها، ومن ثم فهم ينطلقون من أرضية مختلفة لاستعادة حقوقهم المسلوبة فقط لا غير.
3-أصحاب هذه الاحتجاجات وقياداتها نجحوا بنسبة كبيرة حتى الآن فى تحقيق مطالبهم الاقتصادية، ويطرحون الآن ضرورة استعادة النقابات التى تعبر عنهم من مغتصبيها، وتدريجياً سيصلون لها، بل وأتوقع أن يطالبوا بتعدد التنظيمات النقابية، أى أكثر من نقابة للمهنة الواحدة فى إطار اتحاد.
4- ومن المؤكد أن هؤلاء سيصلون حتماً إلى الربط بين قضاياهم الاقتصادية وبين السياسة، وأعتقد أنهم سيدركون مع الوقت أن الحريات العامة فى البلد هى قضية حياة أو موت لهم، أى حرية الاعتقاد، أى الأفكار وحرية التنظيم.
5-هذا التطور سيدفع باقى الطبقات إلى نفس الطريق، أى البحث عن أشكال تنظيمية وسياسية تعبر عن مصالحهم بشكل سلمى، ليدير المجتمع صراعاً سلمياً على الثروة والسلطة للوصول إلى توازن، وهذه هى الثورة الحقيقية وليست المزورة، وهذا التوازن إذا حدث له اختلال فهو يعود مرة أخرى بالطرق الديمقراطية السلمية، أى لا غالب ولا مغلوب، ولكنه تفاوض وصراع سلمى.
6-هذا الطريق الطويل سيزيح حتماً الأشكال والمؤسسات والخطابات السياسية التى ماتت، إما أن تطور نفسها أو تذهب إلى صفحات التاريخ، وستظهر أشكال وخطابات ومؤسسات جديدة تعبر بشكل حقيقى عن الناس بشكل سلمى.
7-هذا ما قصدته وأتمنى ألا يكون مجرد أحلام.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة