سعيد شعيب

فيلم الأرض

الإثنين، 08 ديسمبر 2008 06:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أظن أن كثيرين مثلى يحبون فيلم الأرض ..
فهو جيد فنياً، بل هو من أفضل أفلام المخرج العظيم الراحل يوسف شاهين، وأظن أن كثيرين يرون فيه عملاً ثورياً ينحاز بشكل مطلق للفلاحين الفقراء، والحقيقة أننى كنت مثلهم تماما، بل كنت اعتبره من أفضل الأفلام المصرية, ولكنى بعد أن شاهدته مؤخراً عدة مرات اكتشفت أنه ليس كذلك، بل يمكن القول إنه مصنوع بهدف الترويج للمستبد العادل، وضد فكرة أن حل مشاكل الناس يمكن أن يكون بيدهم، ولكن الفيلم يصر على أنه بيد قوة أكبر منهم، أو بمعنى أدق البطل الفرد القوى المنقذ المخلص، وهو بالطبع جمال عبد الناصر.

فالفلاحين فى هذه القرية تعرضوا لظلم فظيع، وقاوموا كثيرا، ضغطوا على العمدة الانتهازى، كتبوا عرائض شكوى للحكومة، تفاوضوا مع الباشا الذى يريد مد طريق أسفلت إلى قصره، تكاتفوا، تظاهروا، احتجوا، كسروا أوامر الحكومة، دخلوا السجن، ذاقوا مرارة الإهانة والذل والتعذيب، تصدوا للعمال الذين يمدون الطريق لقصر الباشا، وبأجسادهم وأسلحتهم البسيطة، تصدوا لعساكر "الهجانة" التى أرسلتها الحكومة .. و..و.. فعلوا كل شىء حتى يحصلوا على الحد الأدنى من حقوقهم، ومع ذلك انتهى المشهد الأخير بسحلهم وسحل أبو سويلم "محمود الخليجى" فى مشهد رهيب.

إذن الناس فعلت كل شىء وأى شىء ومع ذلك لم يحققوا أى شىء.
صحيح أن الفيلم على مستوى التقنية مذهل، ولكن ما هدف الذين صنعوه "قصة عبد الرحمن الشرقاوى وسيناريو وحوار حسن فؤاد"؟

كانوا يريدون التبرير "الفيلم إنتاج 1970 لمؤسسة السينما قطاع عام" للمهدى المنتظر، المخلص, التكريس لفكرة أن البشر لا يصنعون مصائرهم، ولكن الصانع هو المستبد العادل، الأب الذى يأتى فجأة ويحل كل شىء، يسحق الظالمين ويرفع المظلومين إلى عنان السماء.
هذه المفاهيم لم تكن تخص فيلم الأرض وحده .. ولكنها كانت سمة عامة للإنتاج الفنى لهذه المرحلة "تأمل مثلاً مسرحيات سعد الدين وهبة التى كان رحمه الله يتنبأ فيها بالثورة بعد أن وقعت بالفعل"، وللأسف مازال هذا مستمراً بشكل أو آخر لتجد من يسأل, هل تستطيع الاحتجاجات الشعبية اليومية أن تغير البلد؟
بالطبع نعم، والحقيقة أنه لا طريق غيرها.

لماذا؟!
لأن الناس هى القوة الوحيدة القادرة على التغيير والقادرة على حمايته, وغير ذلك هو أوهام، أظن أن الله شفى البلد منها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة