سعيد شعيب

دينا تكشف عورات المتطرفين

السبت، 06 ديسمبر 2008 07:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل جريمة زميلتنا دينا أنها شجاعة، قررت أن تحكى ما يحدث فى اليوم الواحد آلاف المرات، ولا نجرؤ على أن نقوله، قصص الحب المنتشرة فى بلدنا بين مسيحيات ومسلمين، والعكس بين مسلمات ومسيحيين، وكل ما نفعله هو أن ندفنها فى رمال الكذب والزيف، أو نحولها إلى حرب طائفية، فإذا كانت الفتاة مسيحية، اعتبرها المتطرفون غزوة لنصرة الإسلام، أو هزيمة للمسيحية, وإذا كانت الفتاة مسلمة اعتبروها هزيمة للمسلمين ونصرة للمسيحيين .. رغم أن جوهر الأمر لا علاقة له بالأديان، ولكن بهذا المجتمع الذى يريد بعض أبنائه أن يكذبوا على أنفسهم وعلى غيرهم، يريدون تدمير أى مساحات للتقارب بين الأديان والأفكار.

ولذلك كانت هناك تعليقات على موقع اليوم السابع اعتبرت أن ما روته دينا، خطيئة "وإذا بليتم فاستتروا"، وشكك آخرون فى دينها، رغم أن دينا قالت فيما كتبته أكثر من مرة, إنها متمسكة بدينها، ولن تغيره، ناهيك عن الذين اتهموا اليوم السابع بأنها "مفبركة الموضوع"، فلا يمكن أن يخطر على بالهم أن هذا يحدث فى مصر، بل وفى كل مكان فى الدنيا ومع معتنقى كل الأديان والعقائد.

فالصدمة مروعة، صدمة أن تخرج الحقيقة من الظلمات إلى النور، صدمة أن يُفاجأ البعض بأن مشاعر الحب ليس الفيصل فيها الدين، بل هى مشاعر إنسانية تتجاوز فى أحيان كثيرة الأديان، والخلافات العقائدية، ليربط بينها المشترك الإنسانى بين كل الأديان والعقائد، وهذا المشترك الإنسانى العام هو ذاته الرسالة السامية لكل الأديان سماوية وحتى أرضية. وهذه هى الرباط الحقيقى الذى يمكن أن يربط مواطنى أى بلد، هم بطبيعتهم مختلفون، وبالتالى فالمتطرفون من الجانبين يدمرون أى فرصة للتقارب عن طريق قصص الحب أو غيرها.

تحقيق هذا المشترك الإنسانى ليس سهلاً، ولكنه يستحق المناقشة بهدوء وبساطة وبدون تخويف ورعب، كما فعل البعض فى تعليقاته على موضوع دينا، والتى أشارت إلى الصعوبات التى تواجه هذا النوع من العلاقات، أى وبجملة واحدة نخرجه من خانة أنه صراع بين الأديان، نخرجه من خانة الحرب الطائفية فى بلدنا، إلى رحابة المشترك الإنسانى .. وإذا فعلنا فهذا سوف ينزع فتيل الكثير والكثير من حوادث الفتنة الطائفية، والتى فى أصلها ليست أكثر من ولد أحب بنتاً، ولكن المتطرفين المسيحيين والمسلمين يحولونها لحرب دينية، حرب للحرق والهدم والقتل.

فما هى المشكلة فى أن ترتبط بنت مسلمة بولد مسيحى أو العكس، فحسب معلوماتى لا يوجد نص قاطع يحرم ذلك فى القرآن أو الإنجيل، ولكنها تأويلات تحتمل الاختلاف والاتفاق .. وإن كان هذا يستحق نقاشاً جاداً بعيداً عن التكفير لنناقش وجهات النظر الفقهية المختلفة.

أضف إلى ذلك أن المتطرفين من الجانبين يتصورون أن علاقة الإنسان بربه، إجبارية ليس فيها اختيار، رغم أن الله جل علاه قال بحسم "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، "ولا إكراه فى الدين"، فليس معقولاً أن تكون العلاقة قمعية، وإذا حدث ذلك فما هو مصدر فخر أى دين فى أن يقيد أتباعه "بالعافية".. ومن ثم فاختيار الدين حق من حقوق الإنسان .. ثم ما هى المشكلة فى أن يكون الزوجان مختلفين فى الدين؟

لا أظن أن هناك مشكلة فى أن يعرف الأطفال من هذه الزيجات الدينية، ويختار الوالدان ما يتم كتابته فى الأوراق الرسمية، أو يتركوا الأمر للأولاد عندما يكبرون ويصلون إلى سن الاختيار، وأعرف أسراً فعلت ذلك وتعيش حياة سعيدة لا يعرفها المتطرفون.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة