سعيد شعيب

تعيش أمريكا

الأربعاء، 05 نوفمبر 2008 08:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لست من الذين يرون أنه لا فرق بين أوباما وماكين، أو بين مختلف الرؤساء الأمريكيين. صحيح أن الإستراتيجية لا تتغير، فلن تنقلب أمريكا إلى الاشتراكية.. أو تتخلى عن المصالح البترولية فى العالم.

ولكن الصحيح أيضا أن هناك فروقا نوعية، فلا يمكننى اعتبار كلينتون مثل بوش، فالأول على سبيل المثال قدم الكثير من المكاسب للطبقة الوسطى والفقيرة. كما أن الدين الداخلى لم يصل فى عهده إلى الدرجة التى أوصلها بوش، بل ويمكن القول إن سياسات بوش الاقتصادية والسياسية فى الداخل والخارج كانت من أهم أسباب الانهيار المالى المروع.

وهذا لا يعنى أن أوباما سيحل القضية الفلسطينية كما نريد، لكن فى الغالب لن يبقى الأمر على ما هو عليه.. ربما يكون هناك انسحاب قريب من العراق.. ربما سيكون هناك جهد فى محاولة تغيير صورة الإدارة الأمريكية التى وصلت إلى الحضيض.

هذا وارد.. ولكنه ليس هذا وحده سبب سعادتى بفوز أوباما.. فهناك أسباب أخرى:

1- فوز أوباما مؤشر على صحة الطريقة التى يدير بها المجتمع الأمريكى صراعاته، صحيح أنها استغرقت 388 عاما، منذ رست أول سفينة تحمل العبيد الأفارقة حتى يصل رجل أسود إلى مقعد رئيس أكبر دولة فى العالم. ولكن الصحيح أيضا أنها نجحت، ولم يحدث خلال هذا الزمن الطويل سوى انفجار واحد فقط بالسلاح فى عمر الدولة الأمريكية بعد استقلالها عن بريطانيا، أقصد الحرب الأهلية الأمريكية والتى قامت عندما أعلنت 11 ولاية استقلالها وانتهت بهزيمتها، والتى كانت فرصة لمنع الرق وتطوير بنية الدولة الأمريكية.

2- مختلف الطبقات ومختلف الأعراق والعقائد اختارت أن تدير صراعاتها بطريقة سلمية، والمرات النادرة التى حدث تجاوز، تمت العودة سريعا إلى اختيارها الأصلى لتحقيق مصالحها.

3- إنها دولة الحرية والمواطنة، الدولة التى تتعايش فيها كل الثقافات والأعراق والطبقات والأديان بطريقة سلمية.. وهذا لا يعنى أنها الجنة ولكن يعنى النجاح الغربى فى إيجاد طريقة سلمية وديمقراطية لإدارة مجتمعاته.

4- هذا ما فشلنا فيه.. فلدينا مشكلة أكراد وشيعة وبهائيين وغيرهم وغيرهم.. لذلك لا تنتظر فى القريب العاجل أن يكون رئيس مصر مسيحيا أو نوبيا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة