الخطيب كان عفريت عادل المأمور والحضرى يشعر بالرعب من دورجبا

الجمعة، 28 نوفمبر 2008 08:25 ص
الخطيب كان عفريت عادل المأمور والحضرى يشعر بالرعب من دورجبا حارس المرمى عصام الحضرى
كتب محمد ربيع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خوف حارس المرمى أمام ضربة الجزاء، عنوان رواية الكاتب النمساوى بيتر هاندكه، تدور عن حياة حارس المرمى السابق، الذى كان يرتعب من ضربة الجزاء أو كرة من مهاجم، تنفذ من بين ساقيه، فتنقلب حياته، وتبدو كرة القدم إطارا لحياة حارس المرمى السابق. الذى يجد حياته تنفذ من بين يديه مثل كرة من مهاجم، أطلقها من نقطة الجزاء. بطل الرواية مرعوب فى عمله وفى الشارع.

كل لاعبى الكرة والفرق يخافون الهزيمة أو ضياع النصر، يرعبهم رد فعل الجمهور، الذى يصعد بهم إلى السماء أو يخسف بهم الأرض، وفى ذاكرتهم مشهد الجماهير تحتفل فى جامعة الدول العربية، أو جمهور يحرق ملعبا أو يدمر سيارات. لحظة «الجزاء»، عند حارس المرمى، أكثر ما يلخص الرعب فى الملعب المهاجم يشوط ضربة الجزاء وهو مرعوب وحارس المرمى مثله. اثنان مرعوبان والأقل رعبا هو الذى يفوز.

حراس المرمى أكثر أعضاء الفريق خوفا، من الجمهور، ومن المهاجمين، ومن السحر والفأل السيئ. عادل المأمور حارس مرمى الزمالك ومصر فى السبعينيات والثمانينيات يعترف بأن الخوف كان يسكن تحت العارضة وفى الملعب: كنت أخشى مهاجما بحجم الخطيب و«مدفعجى» بحجم طاهر أبوزيد.. لكن الخوف الأشد كان دائما فى المواجهات الأفريقية حيث المؤثرات المخيفة، فى مباراة للزمالك أمام فريق كوتوكو الغانى الشهير بممثل «الأشانتى» احتسبت ضربة جزاء أنهت آمالنا فى الصعود لنهائى بطولة أفريقيا للأندية.

الخوف الشديد تملكنى، وتقدم لأخذ الضربة مهاجم خطير هو «جورج الحسن»، جلست أربط حذائى لأحصل على وقت يمكننى من طرد الخوف الساكن داخلى، سمعت صوتا من خلف المرمى ينادينى «مكمور» استدرت، فبادرنى بقذف سائل لزج رائحته عفنة، وكأن شبحا ارتطم بوجهى، صرخت فجاء الجهاز الطبى وظلوا يغسلون وجهى وأنا أصرخ «عميت»... وبعد عشر دقائق ذهب خوفى، وهدأت نفسى، ولكننى لم أستطع صد ضربة الجزاء وخرج الزمالك من البطولة.

وحكاية المأمور تشير إلى اعتقاد كان سائدا لدى جمهور السبعينيات والثمانينيات، حالات كان فيها حارس مرمى الفريق الأفريقى يضع حجابا أو تحويطة أمام المرمى، مما يثير تساؤلات اللاعبين والجمهور، إذا خسر فريقنا كان الجمهور يجد فى السحر مبررا، وإذا فاز ينسى الأمر كله، الخوف من السحر، خوف من المجهول. من نفس العصر يأتى إكرامى «وحش أفريقيا» له حكاية أخرى، كان المنتخب المصرى يلعب أمام نظيره النيجيرى فى تصفيات كأس العالم 1978 بالعاصمة النيجيرية وقتها لاجوس والنتيجة صفر / صفر. نجحت فى صد عدة أهداف، واحتسب الحكم ضربة حرة على خط الـ18 فى مواجهة المرمى، وكنت أخاف من مهاجم يدعى «أوجى بودى» رجله الشمال «طرشة»، ساعدت المدافعين فى «رص» الحائط البشرى وأخذت مكانى فى المرمى.. جرى نحوى شخص بملابس سحرة إفريقيا وأغرق وجهى بدماء شعرت بعدها بكل الخوف اللى فى الدنيا، لكننى نجحت فى إخراج اللعبة، وفشل السحر، إكرامى يعلق: الخوف يجعل اللاعب مهزوزا، بلا تركيز.

فى الجيل الحالى يقول عصام الحضرى: وأنا صغير كنت أخاف من أبويا يضربنى الذى كان يمنعنى من لعب الكرة، وكنت ألعب بملابسى وأنزل لأغسلها فى الترعة، حتى يمكننى الذهاب بها للمدرسة, الحضرى ينتقل إلى خوف الملاعب، ويقول: أخاف من رأس نجم كوت ديفوار «دروجبا» وأشعر برهبة عندما نلعب أمامهم ومن أى كرة مرتفعة.. والله ضربات قلبى بتزيد جدا.. أما أكثر لحظات الخوف لدى عصام فهى الخوف من مواجهة الجمهور بعد أداء ضعيف، خاصة إذا كانت المباراة مصيرية كنهائى بطولة الكأس.

عبد المنصف حارس المنتخب والزمالك الذى كان يخاف من والده ومن «الظلام والعفاريت، وفى الملعب» يقول: أخاف فقط عندما أكون غير جاهز، وأفكر فيما سيكتب عنى وفيما ستقوله الجماهير وخاصة «الجيران»، الخوف يخرجنى عن تركيزى لكن كما قلت بسبب عدم التركيز.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة