سعيد شعيب

جامع الهوانم

السبت، 25 أكتوبر 2008 06:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يتغير من الشارع سوى أوله ومنتصفه وآخره.. فهل بقى الكثير؟
فى أوله من اليمين يوجد مسجد الهوانم، هكذا اسمه، وعلى جانبيه كانت توجد الكثير من الورش ومحلات قطع غيار ماكينات النسيج للمصانع المنتشرة فى شبرا الخيمة، وبعد أن أغلقت بعض المصانع أبوابها، انتشرت مقاهٍ بائسة ومحلات صغيرة ما بين مطاعم وبيع موبايلات.

وبقى جامع "الهوانم" على حاله بإصرار، لونه الأصفر كالح كما كان منذ قديما، مساحته الأمامية مازالت متسعة، وتمنحه اختلافا حاسما عن باقى المساجد الضيقة، ومع ذلك لم يصادف أن صليت فيه، ربما لأننى كنت أذهب مع أبى إلى الجامع القريب من البيت، ولكن عندما كبرت لم أدخله لسبب لا أعرفه.

مدخل شارع الهوانم رحب بعكس معظم شوارع شبرا الخيمة الضيقة والمزدحمة، لا يوجد فيه سوى المصانع، منها القديم الذى لابد أن تنزل عدة سلالم حتى تدخله. أما المصانع الجديدة فرغم شبابها ففيها مهابة مصطنعة.

لكن المدهش هو زراعة شجر وعنب ولبلاب أمام المصانع الجديدة والقديمة، وهو أمر نادر فى شبرا، رغم أنها فى الأصل كانت أرضا زراعية. هذه الأشجار تمنح شارع الهوانم مذاقا مختلفا وحرارة محتملة فى الصيف تعززها الحرص اليومى على رش المياه.

ما يميز المصانع القديمة أنك يمكن أن ترى من الشبابيك التى توازى الأرض العمال وهم يلهثون حول الماكينات بصوتها الرتيب، والأرض ثابتة تحت أقدامهم، ولكنه يمنح شعورا غامضا بقوة ما.

فى منصف شارع الهوانم كانت شركة مصر الوسطى (قطاع عام)، أمام بابها كانت الحركة الصاخبة لعربات الكارو التى تحمل قماش المصانع، اختفت العربات وتحطمت الشبابيك وانتشرت أمامها أكوام من الزبالة، ومن بدت كجب مظلم.

قبل أن تصل إلى نهاية الشارع ستجد مسجد "بشير"، بهيا كما كان دوما، باحته الأمامية نظيفة ورخام أعمدته يلمع برفق، وبابه المتسع مازال يحمل اللون البنى المحروق، والزخارف الإسلامية التى لا تراها فى أى مسجد آخر. وعندما تصل إلى نهاية الشارع ستجد - كما فى أوله – زادت المقاهى البائسة والمحلات الصغيرة.

صحيح أن شارع الهوانم تغير فيه الكثير، ولكن المفارقة أنه بقى منه الكثير.
ربما رائحة الهوانم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة