السيد خضرى يكتب رسالة إلى الإخوان: انزعوا فتيل الفتنة.. أوتذكرون "سنقاتل أعداءنا بالحب".. أوتذكرون "ليس الشديد بالصرعة.. أنسيتم أساس دعوتنا "الحب والتعارف".. "فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون"

الثلاثاء، 26 مارس 2013 06:41 م
السيد خضرى يكتب رسالة إلى الإخوان: انزعوا فتيل الفتنة.. أوتذكرون "سنقاتل أعداءنا بالحب".. أوتذكرون "ليس الشديد بالصرعة.. أنسيتم أساس دعوتنا "الحب والتعارف"..  "فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون" جانب من اشتباكات المقطم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


عزيزى القارئ.. اسمح لى قبل أن تبدأ قراءة هذه الكلمات أن تعلم أنها موجهة إلى الإخوان المسلمين.. لأنى سأخاطبهم فيها بما يعرفون من معان ومفاهيم تربوا عليها.. فليس من ذاق كمن سمع.. ولعلك تعجب من أنى سأخاطبهم بميثاق ورد الرابطة الذى يجمعنا.. وبدعائى لهم ودعائهم لى بظهر الغيب.. وبما يستشعرونه وهم فى مهد الدعوة فى قوله تعالى "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِى الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " الأنفال (63)

ولكنى قبل أن أبدأ أود أن أصارحكم بأمر ظل يراودنى منذ عامين.. فقد خالفتكم إخوانى فى استفتاء 19 مارس ثم فى انتخابات الشورى ثم فى العديد من المواقف.. وكنت أؤجل فراقكم كلما اشتد الهجوم حتى لا أترككم فى وقت شدة.. ولم أسع يوما لأكون كادرا أو قياديا وأرفض أن أكون عضوا فى حزب الحرية والعدالة.. ولكنى لم أستطع أن أقف مكتوف اليدين وأنا أراكم تتساقطون.. ولا أقدر أن أخفى أنى أحبكم.

الآن لماذا أكتب.. لأنى فى الوقت الذى كنت عازما فيه على فراقكم والاحتفاظ بمشاعر الود والجميل والعرفان لسنوات ليست بالقليلة التى قضيتها معكم.. رأيت دماءكم تراق قد لا أعرف أصحابها لكن جمعنى بها"ورد الرابطة" وأذكار الصباح والمساء، جمعنى بها: "لو عطس أخ فى أسوان لشمته أخوه فى الإسكندرية".. أنا هنا غير موضوعى بل منحاز لكم لما رأيت من بشاعة فى القتل والهجوم.. ومكيال أهل الرأى والحكم بمكيالين عليكم أو لصالحكم.. والحق لم يعد واحدا وكل يدعى امتلاكه منكم أو من غيركم" وكل يدعى وصلاً بليلى وليلى لا تقر له بذاك".

أعلم جيدا حجم الغضب الذى يجتاحكم، والذى عبر عنه الدكتور محمد حسين الأمين العام للجماعة: "إن بداخل الإخوان غضبا واحتقانا لا يعلم قدره إلا الله تعالى".. استشعرت ذلك وصدقته ولسان الحال" لا تحسبوا رقصى بينكم طربا *** فالطير يرقص مذبوحا من الألم".. وأجدنى مضطرا لاستدعاء ما كنت أنكره سابقا بكبح جماح ثورة الشباب بحكمة شيوخ الجماعة.. الآن أجدنى فى الوقت الذى يستدعى فيه البعض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات دون أرضه فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، ومن مات دون ماله فهو شهيد" رواه الترمذى، أريد البعض أن يصحح الاستدعاء بقوله صلى الله عليه وسلم: "ليس الشديد بالصُّرَعةِ، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب" متفق عليه ، حتى لا تكون فتنة فى الأرض.

إخوانى يا من إذا ضاقت بهم الأرض بما رحبت وسعتهم الصدور والقلوب.. بالله عليكم (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ). أستحلفكم بقدر حبكم لله ورسوله أن ترعوا ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ (آل عمران: ١٥٩) .. بالله عليكم لا تضيعوا ما مات عليه قادتنا أو نسيتم "الدعوة إلى الله حب".. و"الذوق سلوك الروح" لأستاذنا عباس السيسى.. أو نسيتم وصايا الإمام البنا" تعرف على من تلق من إخوانك فإن أساس دعوتنا الحب والتعارف".. ألم تسمع يوما" سنقاتل أعداءنا بالحب" فما بالنا بمن هم من بنى أوطاننا وإن اختلفت الاتجاهات!!!

إخوانى شباب الدعوة.. أكتب لكم لأن الأمل فيكم.. انزعوا فتيل الأزمة أوقفوا دوامة الفعل ورد الفعل.. لا تجعلونا نتحدث بكلمات "منا ومنهم.. هم ونحن ".. العنف والقتل يدور بنا كما هى الكراسى الموسيقية.. فلنعترف بأخطائنا ونحن بشر.. كى يعترف الآخر بخطئه.. الناس لن تفهم منطلقاتكم العقائدية.. خاطبوا الناس بقدر عقولهم.. لا تجعلوها معركة بين الإسلام وغيره.. حتى لا يمس أحد الإسلام بسوء..

إخوانى.. من منا لم يتعلم من الدكتور عصام العريان وقت التضييق ولقاءات الغرف الضيقة وأعدادنا تقارب الثلاثين.. كيف ينبغى أن يكون التعايش والتواصل مع التيارات السياسية وكيف ينبغى أن يكون التواصل.. الآن اسمحوا لى أن أخبرك أستاذنا أنك لم تصبح نموذجيا كما علمتنا.. أصبحت تصريحاتك لا تجمع الفرقاء.. أنا ما زلت أبحث عن الدكتور عصام العريان التوافقى فلا أجده...

إخوانى من الشباب.. المنبطح أرضا لن يرى إلا الأقدام.. والسابح فى السماء يرى فقط الطرق الرئيسية.. كونوا وسطا.. لا ترهقكم كثرة التكليفات وعدم نزاهة بعض المعارضين عن النظر فى عيوبكم.. انصرفوا عن التعميم والتصنيف والتخوين.. وابحثوا عن مسارات جديدة تجمع أكثر مما تفرق.. لا تنشغلوا بالسياسة وتتجاهلوا إنسانيتكم ومشاعركم الرقراقة.. ولا تنسوا ربانية المقصد والاتجاه.. أشهد الله أنى أحبكم فى الله.. والله إنى لأحبكم فى الله.. ولكنى أرى أن كثيرا مما تربينا عليه سحق تحت أقدام السياسة.. فلا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا.. فاقبلوها منى على تقصيرى.. وأدعو الله أن يحسن خلاصنا ويحسن ذكرانا ويغفر لنا ما كان منا.. إنه ولى ذلك والقادر عليه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة