رسائل زوجة عصرية

ليه مش طايق لى كلمة؟؟

الأربعاء، 13 مايو 2009 06:17 م
 ليه مش طايق لى كلمة؟؟
بقلم سمر طاهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زوجى العزيز... كنت عايزة أكلمك فى موضوع مضايقنى بجد، بس بلاش حكاية "أكلمك" دى لأنها أثبتت فشلها خلينى أحسن أكتب وأنت تقرأ، لأن كلامى مش بيعجبك وعمرك ما بتبلع لى كلمة.

أول ما عرفتك كنت بتحسسنى أن كلامى تافه وممل ، أنت طبعا عمرك ما قلت لى كده بشكل مباشر، بس كان بيبان من تعبيرات وشّك، وبعد فترة قصيرة من تعارفنا بدأ التلميح لموضوع الملل ده، وبدأت أتأكد أن كلامى مش خفيف على قلبك..

أفهمك أكتر... مثلا لما كنت بدخل السينما أنا وواحدة صاحبتى، العادى إننا ممكن نعلّق على أحداث الفيلم أثناء عرضه، ووقت الضحك بنبص لبعض كنوع من التواصل غير الشفوى بيننا، أو نعلق على فستان الممثلة، طبعا مش لدرجة أننا نقول كلام كتير فى وسط الفيلم يضايق الناس، بس بنقول كلمة أو إيماءة وخلاص...

بعد جوازنا أنا وأنت كنت بتعامل معاك على طبيعتى جداً كأنك واحدة صاحبتى... فلمّا كنا بنكون فى السينما مثلاً وأقول لك كلمة أو أعلّق على حاجة، ألاقيك أنت كأنك مش سامعنى نهائى، وكنت بحس بكسوف جامد، فقلت جايز أنت مش مركّز واللا حاجة، وبعدين بدأت أحس أنك بتكره الأسلوب ده، لأن نفس الموقف أتكرر قدام التلفزيون...يعنى لمّا كنا بنتفرج على فيلم أجنبى فيه عنف أو عصابات كنت ساعات بحب أسألك عن حاجة مش فاهماها فى الحبكة مثلا على أساس أن أنت راجل وفاهم كل حاجة، وكان دايماً ردك هو نظرة تجاهل أو استهزاء أو جملة واحدة هى "بتسألينى ليه، ما أنا قاعد زيّى زيك!".

أنا ببقى عايزاك تاخد وتدى معايا فى الكلام، وعارفة أن ساعات التعليقات اللى بقولها مالهاش لازمة ومالهاش رد، يعنى مثلا وإحنا خارجين مع بعض ممكن تلاقينى بقول لك "الجزمة دى واجعة رجلى" ، أو "الجو النهاردة حر"، أو أى حاجة كدردشة، ببقى نفسى تبص لى وتبدى اهتمام بكلامى، لكن لما كنت بلفت نظرك أنك مش بترد عليّا كان جوابك دايما هو "يعنى أرد أقول أيه ؟؟؟ ، هو أنتى سألتينى سؤال، أو طلبتى منى أحل مشكلة، جزمتك ضيقة أو الدنيا حر.. هعملّك أيه؟؟ اللى أنتى بتقوليه ده ماهواش كلام يستاهل رد منى، ده مجرد تفكير بصوت عالى.. ومش كل اللى بنفكّر فيه ينفع يتقال كده عمال على بطال.."
بعد فترة من الجواز قلت أنت معاك حق، لدرجة أن أنا نفسى أتحولت وبقيت زيك بالظبط، يعنى لمّا أختى أو صاحبتى بتكلمنى بنفس الطريقة "الحريمى دى"، أو التفكير بصوت عالى كما تحب أن تسميه أنت، بقيت اتخنق جدا، واقتنعت فعلا أنه أسلوب سخيف.

لكن للأسف أن المشكلة لم تتوقف عند ذلك الحد، لأنى بقيت مركّزة أنى أمسك نفسى معاك ومش أى كلام أقوله لك فى أى وقت، وحسيت أنى كده مش على طبيعتى وعندى كبت فى المشاعر، وساعات بتكون حالتى النفسية فعلا وحشة ومتضايقة ونفسى أتكلم عن مشكلتى، يعنى كلام مهم فعلا مش "أى كلام زيادة وخلاص" على حد قولك، لكن لما كنت بحاول أشتكى لك، برضه كنت بتصدم من طريقة ردّك عليّا.

يعنى لمّا بحكى لك عن تعبى فى البيت مثلا و أقول لك أن شغل البيت كتير عليّا، ما بتحاولش تسمع باقى الجملة، على طول تقول لى "هاتى شغالة" ، أرد أنا وأقول لك بس ما بحبش حد غريب يبقى موجود معانا، تروح قايل لى " أنتى حرة " وسايبنى وماشى، ببقى نفسى ساعتها أكمل باقى الفضفضة اللى واقفة فى زورى عشان ارتاح، ولو أنا أصريت وكملت كلامى، بلاقيك سامعنى وأنت مخنوق جدا، ولازم الموضوع يتقلب خناقه وتقول لى "أنتى عايزة أيه منى.. أسيب شغلى وآجى أنضف لك البيت؟؟ " وتتحوّل مشكلتى الصغيرة إلى جدال وخصام معاك أنت شخصياً.

مع أنى مش بوجّه لك أنت شخصياً أى لوم لكن مش عارفة ليه بتاخد الموضوع على نفسك وأنا كل غرضى هو الفضفضة وبس. وبالتالى حالتى النفسية لو كانت سيئة بتتحول – بصراحة – إلى الأسوأ بعد الكلام معاك، والمشكلة إنى لما بحكى لك عن موقف مضايقنى على طول بتحاول تدينى حلول ونصايح، وأنا مش بكون محتاجة لكده وقتها خالص....
ولو جيت أقول لك أنا مختلفة مع زمايلى فى الشغل، ردك بيكون "سيبى الشغل ودورى على شغل ثانى"، مش معقول كده أنا حاسة إنى بتكلم مع "آلة" مش مع بشر، كل حاجه بتحسبها بالعقل، واحد زائد واحد يساوى اتنين... بقول لك نفسى تاخد وتدى معايا، ولو سبتنى أتكلم وأكمل اللى أنا عايزه أقوله أنا هرتاح وأنسى الموضوع صدقنى.

ولما مرة جيت أقولك "تخيّل سواق التاكسى اللى أنا كنت راكباه أنا وماما إمبارح كان عمّال يشتم فى الناس اللى فى الشارع شتايم وحشة"، وكنت ساعتها حزينة جداً على وضع الشارع المصرى والأخلاق المنحدرة، يعنى موضوع كبير كان نفسى تناقشه معايا، لقيتك قلبت الموضوع وقلت لى "وأنتى فضلتى ساكتة، كان لازم تنزلى فورا من التاكسى، إزاى تقبلى كده على نفسك، آخر مرة تخرجى فى تاكسى وأنا مش معاكى"، وكأنك أنت أبويا وأنا عيّلة صغيرة، يعنى بدل ما تخفف عنى وتعاملنى كصديق قلبت الترابيزة عليّا أنا.

وساعات أنا بشتكى من مشاكل "متشعبة" جدا ومالهاش علاقة ببعضها... وأنا بكون عارفة ومدركة ده كويس، يعنى مثلا أقولك الدنيا بقت صعبة، الأسعار مولعة، الحياة بقت مملة وكل الأيام زى بعضها، الناس بقت وحشة وأنا مخنوقة، معنديش وقت أرتاح، وأنا فعلا ببقى متضايقة جدا...

اللى أنت بتعمله ساعتها - ده لو مزاجك كويس – هو أنك تبتسم وتقول لى "مش للدرجة دى أنتى اللى بتكبّرى المواضيع ... لو قارنتى نفسك بحالة الناس اللى فى الصومال أو حتى سكان العشوائيات فى مصر هتعرفى أنك بتبالغى فى الشكوى..على كل حال أنا هنزل وأسيبك لوحدك شوية عشان تريحى أعصابك"، أو تفضل ساكت وتقول لى "أنا مش فاهم أيه المشكلة بالظبط.. أدينى مشكلة أديكى حل، بلاش تفاصيل كثيرة علشان أنا بتوه فى النص وبلاش نظام التشويق ده هاتى من الآخر".... وساعات ألاقيك فى نُص الكلام تقوم من مكانك وتقف وتقول لى "آه أنا فهمت كده مشكلتك، أحسن حاجة تعمليها هى كذا وكذا وكذا.." ، وتخرج من الأوضة وتسيبنى من غير ما أكمل كلامى وشكوتى.

وساعات لما يكون بقى مزاجك مش رايق تروح مزعق وقايل لى "يعنى عايزانى أعمل لك إيه، أنتى عايزة تقولى أن أنا السبب فى مشاكلك، أنتى عمالة تتكلمى تتكلمى وتدخلى من موضوع لموضوع، وكل كلامك فيه تعميمات ومبالغات كأنك أكتر واحدة تعبانة فى العالم، وبتربطى مواضيع مالهاش صلة علشان تدورى إزاى تنكدى على نفسك، عمالة تجيبى كلمة من الشرق وكلمة من الغرب، مش فاهم عايزة أيه؟؟ وكمان مش قابله أى نصيحة، يعنى مش عايزة تحلّى المشكلة، وعايزة تفضلى سلبية كده علشان تلاقى مبرر تفضلى زعلانة وخلاص، طب بتكلمينى ليه من الأول فى مشاكلك؟؟".

صدقنى أنا مش عايزة حلول ونصايح، أنا عايزة بس حد يسمعنى، ويحسسنى ولو "بالكذب" أو "المجاملة" أن مشاكلى حقيقية وأنه متعاطف معايا، نفسى فى كلمة "معاكى حق" أو كلمة "أنتى فعلا بتتعبى"، ونفسى تقعد جنبى تطبطب عليا. أنا عارفة أنك لما بتكون متضايق مش بتحب إنى ألح عليك وأسألك عن مشكلتك، وعارفة كمان أنك أحسن حاجة بتحب تعملها لو عندك مشكلة هى أنك تقعد لوحدك أو تتفرج على ماتش أو تدخل تنام، ومعرفش إزاى بيجيلك نوم ساعتها.

والمشكلة أنك بتعاملنى زى ما بتحب إنى أعاملك، لكن لا، إحنا مختلفين، وعايزاك تعاملنى بالطريقة "اللى أنا عايزاها ومحتاجاها" لما أكون متضايقة، وهى أنك تسمعنى.. تسمعنى.. تسمعنى.. وتدعمنى وبس.. مش عايزة أكتر من كده.. مش عايزة جدال وإقناع وتحليل للمشكلة.. مش عايزاك تقاطعنى وأنا بتكلم وتعترض على كلامى أو تنتقد طريقة تفكيرى.

أنا بعترف لك أن أنا مش عايزة "حلول" أنا عايزة فضفضة وخلاص، لأن المشاكل اللى بقول لك عليها مش مشاكل عايزة حل، لا، هى منغصات الحياة العادية التى لا تتغير ولن تتغير، وده ممكن يكون طبع فيّا أو فى كل الستات حتى... كمان فيه خلاف جوهرى فى طريقتنا فى الحوار، وهو أنك ساعات بتدينى النصيحة وأنت عصبى جداً، ولما أقول لك أنت متعصب كده ليه، تقوم تقول لى "مش مهم أتعصب المهم أنى بفكّر معاكى فى حل المشكلة وخلاص، خدى خُلاصة كلامى ومش مهم أسلوبى يعجبك" ..ودى برضه حاجة بتوترنى جداً لأن الأسلوب عندى أنا - كواحدة ست - أهم من مضمون الكلام وأهم من النصيحة نفسها مهما كانت نصيحة مفيدة.

أما بقى لو أنت متضايق من حاجة فأنت تختار "التقوقع" على نفسك، عمرك ما بتشتكى لى من مشاكلك، كأنك مش واثق فيّا، أو أن مشاكلك أكبر منى، ببقى نفسى تفضفض لى وتشركنى فى مشاكلك بصراحة، مش فضول منى ولا حاجة، بس عارفة أن الكلام بيريّح.
وحتى لو أنت جيت مرة وقلت لى على اللى مضايقك، بتبقى برضه مش عايز منى نصيحة، والغريبة أنك كمان مش عايز حتى كلمة تعاطف، مش عارفة ده تكبّر عليّا واللا أيه.. أنا هفكّرك لما كنا رايحين لناس صُحابنا فى المعادى وتُهنا جامد، وأنت توترت قمت قلت لك "افتح بس الشباك وأسأل الراجل اللى هناك".... ليه وليه أنا أنصحك أو حتى أفتح بُقى وأتكلم، عملتها لى مشكلة وقلت لى "حد طلب رأيك ؟؟" وفضلنا نلف نلف نص ساعة على بال ما وصلنا.. يعنى أنت كمان أهوه مش بتحب حد ينصحك، مش عارفة ليه بترفض أننا نتحاور عادى كأصدقاء بدون حساسيات..

والحقيقة أن أنا استنتجت أن الحوار معاك صعب، أنت أسلوبك فى التخفيف عنى هو الاستهانة بمشكلاتى، أو نصيحتى بعصبية، وأنا لما بحاول أخفف عنك مشاكلك برضه أنت بترفض وبتحب تفكر بنفسك لنفسك.. حسيت أن فيه اختلاف فى طريقة التفكير وقررت احترم ده، يعنى أحسن حاجة ماحدش يطلب من التانى إنه يغيّر نفسه، وقررت أنى لما أشوفك متضايق أسيبك لوحدك وأسكت أحسن، ولما أنا أكون متضايقة أتكلم مع واحدة صاحبتى.. لكن المشكلة أن البيت بقى مافيهوش كلام ولا حِس ولا نَفَس..بس مش مشكلة آهو الواحد يقعد فى هدوء... واللا أنت إيه رأيك؟؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة