الإمام الأكبر لوفد الكنيسة الإنجيلية بالولايات المتحدة: لا تمكنوا العلمانية من الدين وكفانا ما فعلته بالحضارة الغربية.. لا أؤمن بالحوار بين "العقائد".. ومن حق غير المسلمين ممارسة شعائرهم بنص الدستور

الإثنين، 11 مارس 2013 12:15 م
الإمام الأكبر لوفد الكنيسة الإنجيلية بالولايات المتحدة: لا تمكنوا العلمانية من الدين وكفانا ما فعلته بالحضارة الغربية.. لا أؤمن بالحوار بين "العقائد".. ومن حق غير المسلمين ممارسة شعائرهم بنص الدستور د. أحمد الطيب شيخ الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أوصى الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وفد الكنيسة الإنجيلية بالولايات المتحدة، بأن يظهروا للناس فى عظاتهم الدعوة إلى الأخلاق الحسنة، ويبيِّنوا لهم الآثار السلبية السيئة للخروج عن الأخلاق؛ فالدين والأخلاق وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن انفصال أحدهما عن الآخر؛ والقتل والزنا، بكافة أشكاله، والسرقة وكل القبائح مرفوضة فى الدين والخُلُق معًا؛ فما يأمر به الخُلُق الإنسانى يأمر به الدين، وما ينهى عنه كذلك، والعكس صحيح.

كما أكد فضيلته للوفد خطورة التساهل فى إضفاء المشروعية على القوانين التى تصادم الفطرة، وتتنكَّب الأخلاق السويَّة، وأكد ذلك بقوله: ""لا تمكِّنوا العلمانية من الدين، بل اجعلوا الدين هو الحاكم على العلمانية، وكفانا ما فعلته العلمانية بالحضارة الغربية" وتَبِع تلك العبارة تصفيق حاد من أعضاء الوفد.

جاء ذلك خلال لقاء الإمام الأكبر، بمقر مشيخة الأزهر صباح اليوم، وفدًا من الكنيسة الإنجيلية بالولايات المتحدة وكندا، يمثل الكنيسة الإصلاحية هناك، وكان على رأس الوفد القس جو بلوت.

وأعلن الإمام الأكبر أنه باستقراء التاريخ، فى القديم والحديث، تبيَّن أن أسلوب فرض عقيدة بعينها، أو مذهب معين، عبر القوة؛ سواء أكانت قوة القهر أم قوة المال، شىء تأباه الطبائع السليمة والعقول المنصفة، فالذى يريد فرض العولمة بالقوة، أو يسعى جاهدًا لشراء ضمائر الناس، واستغلال فقرهم واحتياجهم لإغرائهم بالتحول عن عقائدهم،
كل ذلك محكوم عليه بالفشل، اللهم إلا إذكاء الضغينة والفتن بين الشعوب، وهذا يرفضه الأزهر رفضًا قاطعًا؛ فلا فرق عندنا بين محاولة تغيير عقائد الناس بالقوة أو باستغلال الحاجة.

من جانبه، أبدى رئيس الوفد فى كلمته سعادته بسماع ما قال الإمام الأكبر؛ لأن ذلك جاء تأكيدًا على رغبتهم التى يريدون بثها، وتمنوا أن يعمّ السلام العالم كله.

وفى إجابة فضيلة الإمام على سؤال عن حرية ممارسة غير المسلمين لشعائرهم فى مصر، أوضح فضيلته أن المصريين من أصحاب الديانات السماوية الثلاث يمارسون شعائر دينهم بكل حرية، وقد أصر الأزهر على النص على ذلك فى الدستور الجديد، وتم له ذلك، فجاء نص الدستور: "ولغير المسلمين من أصحاب الديانات السماوية الثلاث الاحتكام إلى مبادئ شرائعهم فى أحوالهم الشخصية، وفى شئونهم الدينية، وفى اختيار قياداتهم الروحانية"، وذلك لتحقيق حرية أصحاب كل دين فى عاداتهم وزواجهم وشعائرهم، وهذا انطلاقًا من تعاليم الإسلام، التى تنص على وجوب ترك أصحاب الديانات الأخرى وما يعتقدون، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم يعتبر الأديان كلها دينا واحدا؛ وهو الذى حمله آدم عليه السلام، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، ثم محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا يعتبر القرآن نفسه مصدقًا لما جاء بالتوراة والإنجيل، واصفًا كلاً منهما بأنه نور وهدى للناس.

وأشاد "الطيب" بالعلاقة بين الإسلام والمسيحية فى مصر؛ لافتًا إلى أنه برغم كل ما يحدث بين أتباعهما من أمور، إلا أن العلاقة بينهما تمثّل صخرة يتحطم عليها كل محاولات شق الصف.

وعلق القس أيميل زكى، من الكنيسة الإنجيلية المصرية، على ذلك بأن المسيحيين فى مصر يتمتعون بكامل حقوق المواطنة؛ فلا فرق بين مسلم ومسيحى فى الحقوق والواجبات، وهم أمام القانون سواء، وأضاف، أن هناك مجلسًا يسمى حوار الأديان يلتقى فيه المسلمون والمسيحيون بشكل مستمر، مؤكدًا على اعتزاز الكنيسة الإنجيلية بوسطية الأزهر على مدار العصور.

وفى إجابته على سؤال عن كيفية التحاور، أكد فضيلة الإمام أنه لا يؤمن بالحوار بين الأديان كعقائد؛ لأن العقائد مختلفة، ولكن الحوار يكون بين أتباع الأديان فى كيفية التعايش السلمى بين الجميع، ناصحًا إياهم بالتعاون من أجل تحقيق التوازن النفسى والروحى بين البشر، وأن يكون الدين هو صاحب الصوت الأعلى فى الحضارة الغربية بعد أن عَلَتْ الأصوات المادية والشيطانية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة