د.عبد الجواد حجاب يكتب: عشم إبليس فى الجنة

الخميس، 07 مارس 2013 02:01 م
د.عبد الجواد حجاب يكتب: عشم إبليس فى الجنة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عشم إبليس فى الجنة، مثل نقوله لمن يطالب بما ليس من حقه زورا وبهتانا، مستخدما كل الوسائل حتى لو كانت خسيسة للوصول إلى مرامه ومبتغاه.

فى هذه الأيام الضبابية مع اختلاف الآراء والرؤى والتى وصلت إلى حد الانقسام والاستقطاب السياسى، الشديد تخرج علينا أبواق سياسية وإعلامية بآراء ومطالبات غير منطقية ولا تتسق مع الواقع أو العقل.

عندما يتخيل البعض أنه يمكنه القفز على الحكم من خلال آليات فوضوية أو ممارسات عنفية وتعطيل الآليات الديموقراطية ليصعد سعادته إلى كرسى الرئاسة أو كرسى فى الحكومة فهذا عشم إبليس فى الجنة.

عندما يحلم البعض بإعادة عجلة الزمن إلى الوراء ومحاولة إعادة إنتاج النظام المخلوع أو يحلم البعض بعمل ثورة ثانية أو ثالثة فهذا عشم إبليس فى الجنة لأن عجلة الزمن لا تعود إلى الوراء والفرص تأتى مرة واحدة ولا تتكرر فى أغلب الأحوال وما حدث كان من قدر الله ومشيئته ولم يخطط له أحد.

عندما يحلم البعض أنه يمكنه اختطاف الثورة أو اختطاف مصر فهذا عشم إبليس فى الجنة، لأن مصر اكبر من أى فصيل أو حزب ولا يستطيع أى فصيل أو حزب أن يحكمها منفردا أو يلتف على أهداف ثورتنا الشعبية.

عندما يحلم البعض بالالتفاف على الإرادة الشعبية وخيارات الشعب لمن يمثله أو العودة إلى الدكتاتورية بعد أن انتزع الشعب حقه فى الحرية والتظاهر واللعب على أنغام آليات الديموقراطية فهذا عشم إبليس فى الجنة.

عندما تحلم دولة أنها قادرة على شراء المصريين بأموالها الكثيرة أو احتوائها أو التحكم فى قراراتها فهذا عشم إبليس فى الجنة لأن مصر هى قلب الأمة النابض بل أستطيع أن أقول كم تساوى الأمة بدون مصر.

عندما يحلم البعض أن مصر يمكن تفكيكها وتقسيمها فهذه أضغاث أحلام مثل عشم إبليس فى الجنة لأن مصر ليست السودان أو الصومال، مصر بها خير أجناد الأرض ، مصر تمتلك جيشا مرابطا إلى يوم القيامة، مصر لديها جيش يعرف معنى الوطنية ويعى تماما مفهوم الشرعية، جيش مصر لايمكن استدراجه لما لا يريده، جيش مصر ملك لشعب مصر لا يمكن أن تسيطر عليه عائلة أو طائفة أو جماعة أو حزب.

عندما يحلم البعض أن مصر ستقع فى قبضة جيوش البلطجية وبارونات البلطجة وتجار السلاح والمأجورين، وأطفال الشوارع المدفوعين تحت تأثير المخدرات والإغراء بالأموال فهذا أيضا من عشم إبليس فى الجنة.

كل من يفكر فى إسقاط هيبة الدولة فهو يحلم تماما كما يحلم إبليس بدخول الجنة لأن الدولة المصرية لم تسقط ذات يوم فى تاريخها القديم أو الحديث على السواء لأنها أقدم دولة فى العالم ولم يتعود شعب مصر على غياب دولته أبدا، وفى أحلك الظروف لم يسمح الشعب بسقوط الدولة وعلى الفور تتكون اللجان الشعبية لحفظ الأمن، ومساعدة الجيش والشرطة فى حماية مؤسسات الدولة المصرية والتاريخ شاهد على ذلك.

من يبن آماله ومستقبله على احتمالية حدوث ثورة جياع لا تبقى ولا تذر فهو واهم تماما كوهم إبليس فى دخول الجنة لأن مصر لم تعان من مجاعة يوما ما، والسبب بسيط لا يمكن حدوث مجاعة فى بلد له نهر طويل كنهر النيل، ويمتلك قناة السويس ولديه أكبر مؤسسة اقتصادية فى الدولة وهى المؤسسة العسكرية بمصانعها ومزارعها. نعم يمكن أن تمر بنا فترات صعبة اقتصاديا ولكن مصر بها من العقول ولديها من الأصدقاء ما يمكنها من اجتياز الصعاب الاقتصادية.

من على هذا المنبر الحر أقول يا سادة ويا قادة ويا نخب الثقافة والسياسة ويا خبراء الإعلام لن يجدينا نفعا أى أفكار هدامة ولن ينفعنا أى إجرام أو أعمال إجرامية، تحت أى مظلة ولن ينفع مصر العصيان المدنى، ولن يستفيد أحد من مقاطعة صناديق الانتخابات ترشحا أو تصويتا ولن يجدى قطع الطرق أو تعطيل مصالح الناس.

يا أيها الحالمون حتى استدعاء الجيش سواء من الموالاة أو المعارضة لن يجدى أو ينفع مصر أو المصريين لأن الجيش مؤسسة عسكرية محترفة ولا يتدخل فى السياسة ولا يجب انشغاله بها ولا يمكن استدراجه إلى ما لا يريد.الجيش وطنى وملك الشعب ولا يمكننا دفع الجيش نحو الانزلاق فى مستنقع السياسة كما فعل القذافى أو الأسد. أقول انتهى زمن الانقلابات العسكرية فجيش مصر لم يشارك فى أى انقلاب سابقا إلا على الملك الفاسد والاحتلال الغاصب.

أعتقد أننا كلنا محدثو نعمة فى المجال الديموقراطى ومؤسسة الرئاسة حديثة عهد بالحكم فى ظل الحرية والديموقراطية والحكومة ضعيفة الأداء والدولة رخوة بسبب تغير قواعد اللعبة الأمنية وانتهى عصر 99، 9% فى الاستفتاءات أو الانتخابات، لذلك نعانى جميعا من النخبط، ولكن البديل ليس الانقلاب أو البلطجة أو حرب الشوارع.

يا سادة ويا قادة ويا نخب ويا إعلام ويا موالاة ويا معارضة لن ينفعنا ولن يجدى معنا إلا استمرار الثورة السلمية واستكمال بناء مؤسسات الدولة الديموقراطية والجلوس إلى موائد الحوار البناء والالتزام بما أرادته الإرادة الشعبية لتحقيق أهداف ثورتنا الشعبية والسلمية" عيش حرية عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية".
عاشت بلادى حرة وقوية وآمنة إن شاء الله.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة