د.إبراهيم عبد العليم حنفى

مصر رايحة على فين؟

الخميس، 07 مايو 2009 10:39 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مفارقة غريبة بين تواجدى فى جورجيا على سلم المترو مندفعا بقوة الدفع، والناس تهرع بسرعة فى أماكن متفرقة وتتوجه يمينا يسارا لكنها تعرف إلى أين تتوجه، وبيننا نحن الذين نسير ببركة دعاء الوالدين لم ندر إلى أين نسير وإلى أين المصير.

فوقفت مليا أفكر، كل هؤلاء الناس يعرفون إلى أين يتوجهون ويرون مستقبلهم جيدا أما نحن فمازلنا نصرخ نريد هدفا. فنحن مندفعون بقوة الدفع على السلالم ولكن للخلف، فالكل يقع على بعضه البعض عندئذ تزاد المشاكل ويزيد رصيد الحكومة ومسئوليتها فتدعى أنها مثقلة بالمشاكل فننظر إليها بعين الرأفة، فى حين أنها سبب كل أزمة بسبب قراراتها الخاطئة، ولكن تدور الدائرة ولا حس ولا خبر.

احتجاجات وغضب فى جميع الهيئات، فالأطباء يصرخون من تدنى أحوالهم والمعيشية وقلة الرواتب، والمهندسون تحت الحراسة والمدرسون والعمال والإداريون حتى لاعبى السيرك القومى لطالما لعبوا على الحبل كثيرا حتى لف الحبل على رقابهم ورقابنا جميعا، والكل غير راض عن سياسة الحكومة التى تتبع سياسة أذن من طين وأخرى من عجين.

وأجهزة دعم واتخاذ القرار تزف العروسة كل يوم بتقارير الرضا التام عن الأداء، وأن 71% راضين عن أداء الحكومة والكل سعيد ومسرور ومبتهج. لماذا لا ترصد هذه الأجهزة الاحتجاجات والإضرابات التى شاهدها العالم وتناقلتها القنوات الفضائية المختلفة، أم هم خارج دائرة الضوء أم أن هذه الأجهزة تعتقد أنها مسيرات مؤيدة للحكومة ومهللة من فرط السعادة والرضاء.

أين نحن ذاهبون بالضبط وما اسم السياسية التى تتبع مع الشعب؟ ولماذا؟
ورجال الأعمال يمسكون بذمام الأمور فى الدولة بسياسة شيلنى وشيلك وكأن مصر أبعدية أو عزبة الكل ينهب بلا حساب ولا فى عيونهم حصوة ملح. وفى المقابل الشعب يسير على سلالم متهالكة تتساقط كورق الشجر من الذبول والفقر نتيجة عشوائية القرارات وعدم التنظيم ولا حياة لمن تنادى. ولكن مازلنا نسير للوراء على السلم حتى إن صعدنا درجة ننزل درجتين الكل مشتت الفكر.

إذا فكرنا قليلا نصاب بالجنون ومنا من لا يتحمل فيرتكب جريمة ما، أو ربما يكتب على نفسه شيكات ليواجه الأشياء الأساسية للحياة وتكون نهايته السجن المحتم. عندئذ تضيع العقول
أما الباقية الباقية فهم يدعون الله ليل نهار أن يجملها بالستر (وأهى ماشية).

إنها منظومة مصر المحروسة التى ترى بالعين المجردة أما السادة الوزراء فهم يتعاملون بالتقارير وينظرون إليها من برج عاجى وكل شىء تمام وعلى ما يرام وتمام يافندم يصغرون من المشاكل الكبيرة، حتى إذا استفحل الأمر وشعروا بإحراج ما خرجت فئة منهم فى وسائل الإعلام معلنة إنه سوف يدرس الموضوع جيدا ويحل الأزمة بتكوين لجان لدراسة الأزمة ولجان ذاهبة ولجان آتية وبدل انتقال وفرح ما بعده فرح فى الوزارات، وكأنهم (هايجيبوا الديب من ديله) وفى النهاية الدراسة هى عبارة عن تقارير غير صريحة مصيرها الأدراج.

ومازالت العجلة تسير والدائرة تدور ولا تحرك ساكنا والأزمات تتراكم يوما بعد يوم ونحن واقفون نتلفت يمينا ويسارا والدنيا من حولنا تدور وقد أصبنا دوار وندوخ ونتساقط تباعا ولا مستجيب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة