فوزى فهيم غنيم يكتب: الفتـن وحياة الأمة

الثلاثاء، 19 فبراير 2013 12:04 ص
فوزى فهيم غنيم يكتب: الفتـن وحياة الأمة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الفتن مهمة فى حياة الأمة، فلولاها ما عرف الرجال من أشباههم، وما عرف المنافقون مما سواهم، والصادقون فى إيمانهم من الكاذبين . والفتن إذا حلت بساحتها حلت عمياء صماء مطبقة، يصير الناس فيها – بلا عقول – كالأنعام . كل هذا وذاك يدل على بالغ أمر موضوع الفتن وأهميتها وبشاعة وقعها وعظم شأنها، وشدة هولها . فسنة الحياة الدنيا والبشر فيها، تجعل من المستحيل أن يخلو المرء فيها من فتن وكوارث تصيبه، ومحن وشدائد تحل بساحته، فكم يخفق له عمل، أو يخيب له أمل، أو يموت له حبيب، أو يمرض له بدن أو قريب، أو يفقد منه مال، إلى آخر ما يفيض به نهر الحياة، وليست كل فتنة نذير شر وهلاك، بل قد يكون افتتان المؤمن وابتلاؤه دليل خير لا نذير شر، فالمرء مفتون بالخير والشر، والسراء والضراء، والغنى والفقر، والمرض والعافية . فدراسة موضوع الفتن وعرضها واستخراج العبرة منها من القضايا المهمة فى حياة المسلمين، أما الغفلة أو التغافل عنها، ونسيانها فهذا أمر خطير جد خطير . وشر أيما شر للفرد والأمة . والإسلام حرص من وراء تنبيه المسلم إلى الفتن وعلامتها ومقدمتها وأزمانها وأماكنها وأناسبها وأحوالها وأهدافها ليكون المسلم على بينة مما يظهر أمامه على ساحة الحياة . فهو لا يفاجأ بما يظهر أمامه لأن إسلامه قد علمه أمر هذه الفتـــن . ولذا كان حقاً على كل عالم أن يشيع أشراطها، ويبث الأحاديث والأخبار الواردة فيها بين الأنام، ويسررها مرة بعد أخرى على العوام، فعسى أن ينتبهوا عن بعض الذنوب، ويلين منهم بعض القلوب، وينتبهوا من الغفلة، ويغتنموا المهلة قبل الوهلة . وان من سنن الله تعالى فى خلقه ابتلاءهم وتعريضهم للفتنة، حتى يعلم الذين صدقوا منهم ويعلم الكاذبين . وكقوم موسى وفتنة فرعون لهم، وغيرهم من المؤمنين فى غابر الأزمان . بيد أن هذا الافتتان والابتلاء يبتلى به المؤمن على قدر ما عنده من الإيمان، فيفتتن العبد على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشى على الارض، وما عليه من خطيئة . والله سبحانه وتعالى يبتلى ويمتحن الخلق بعضهم ببعض، فيمتحن الرسل بالمرسل إليهم، ودعوتهم إلى الحق والصبر على أذاهم، وتحمل المشاق فى تبليغهم رسالات ربهم.

وامتحن المرسل إليهم بالرسل، وامتحن العلماء بالجهال، وامتحن الجهال بالعلماء، وامتحن الأغنياء بالفقراء، والفقراء بالأغنياء، وامتحن الرجال بالنساء، والنساء بالرجال وامتحن الإنسان بنفسه، لأن العبد فى هذه الدار مفتون بشهواته ونفسه الأمارة، وذلك باتباعه واندراجه تحت أحضان شهواته، فيكون رهيناً لها، فيفتن بنفسه، ويهلكها بالفتنة بشتى أنواعهــــــا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة