أكدت أن قرار ذبحها لم يكن لغرض الوقاية فقط..

مجلة فرنسية تصف الخنازير بـ"الضحية السياسية"

الجمعة، 01 مايو 2009 07:46 م
مجلة فرنسية تصف الخنازير بـ"الضحية السياسية" جانب من تقرير الإكسبرس
عن مجلة الإكسبرس الفرنسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحت عنوان "الخنازير.. ضحايا سياسية فى مصر"، ألقى مراسل مجلة الإكسبرس فى القاهرة الضوء على قرار القيادة السياسية فى مصر بشأن ذبح الخنازير كإجراء احترازى فى مواجهة خطر وباءA(H1N1) ، الذى وصفته المجلة بأنه قرار سياسى أكثر منه قرار صحى ضرورى أو مفيد، إذ إنه يعكس حدة التوترات الطائفية المتزايدة داخل مصر.

وأشارت الإكسبرس إلى أن القرار الصادر عن الرئيس مبارك يوم الأربعاء 29 إبريل بذبح جميع الخنازير فى مصر ليس له علاقة كبيرة بمكافحة انتشار "أنفلونزا الخنازير"، حتى ولو كانت تلك الحيوانات تمثل نتيجة مباشرة للمرض. وهو الأمر الذى لا تخفيه السلطات المصرية، فقد صرح متحدث رسمى باسم وزارة الصحة أن تلك الأزمة تمثل فرصة لتسوية مسألة تربية الخنازير العشوائية فى مصر، والتى تتم فى ظل ظروف صحية غير ملائمة على الإطلاق على يد الأقلية المسيحية (حوالى 8% من السكان)، خاصة فى حى الزبالين الشهير فى القاهرة.

من جانبه ذهب صابر عبد العزيز جلال، مدير إدارة الأمراض المعدية بوزارة الزراعة، إلى أن عملية ذبح الخنازير إنما تعد إجراء ضروريا للحفاظ على الصحة العامة، لنقل هذا النوع من التربية إلى مزارع حقيقية أكثر صلاحية لها بدلا من مقالب القمامة.

تؤكد الإكسبرس أن ما تخفيه السلطات المصرية هو أن إجراء الذبح الذى لا ضرورة ولا نفع له على الإطلاق، والذى انتقدته كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الفاو، هو أيضا وبلا أدنى شك إجراء سياسى. فمنذ بداية الأسبوع الماضى، لم يتوقف تصاعد حدة الضغوط فى مصر، حيث تناهض الغالبية المسلمة من السكان هذا النوع من تربية الخنازير، التى يعتبرها الدين الإسلامى حيوانات "نجسة".

ومن ثم فقد كان قرار الرئيس مبارك بمثابة عملية نزع فتيل الانتقادات التى شهدتها الصحافة وشاشات التلفزيون، بل وحتى صفوف مقاعد مجلس الشعب ضد "تراخى" الحكومة المصرية، التى اتهمها المعارضون باتخاذها خطوات أسرع فيما يتعلق بذبح الطيور لمقاومة "أنفلونزا الطيور".

وتضيف الإكسبرس أن هذه الهجمات كانت تستهدف أيضا جامعى القمامة المسيحيين الذين وصمتهم بعض التعليقات بأنهم "حاملو عدوى الأنفلونزا". وهى اتهامات قابلة لتفجير الأوضاع فى حال ظهور الفيروس فى مصر، التى سجلت العام الماضى ارتفاعا فى معدل عمليات العنف الطائفى سواء فيما يتعلق بالعدد أو بالتوزيع الجغرافى، كما يشير حسام بهجت، الناشط فى مجال حقوق الإنسان.

ولا تستبعد الإكسبرس أن يكون لتلك التوترات الطائفية دور فى قرار السلطات المصرية بالتخلى عن مشروع نقل تربية الخنازير إلى منطقة جنوب القاهرة، حيث ينشط تأثير حركة الإخوان المسلمين فى تلك المنطقة.

وتخلص الإكسبرس إلى أن قرار ذبح الخنازير الذى اتخذته مصر لم ينقذها من المأزق. إذ إن خطر الإصابة بالعدوى لم يدرء بعد، كما أن البلاد شهدت مواجهات عنيفة بين مربى الخنازير وفريق عمل الصحة البيطرية الذى حضر لإبادة حيواناتهم.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة