صرح الدكتور خالد عزب مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، أنه فى إطار توثيق مكتبة الإسكندرية لتاريخ مصر الحديث والمعاصر فى إطار مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، بأن فريق عمل المشروع عثر على 146 صورة قديمة لعائلة الفريق محمد سعيد الماحى قائد سلاح المدفعية فى حرب أكتوبر 1973، والذى وصفه السادات بأنه "قائد مهيب مثل مدفعيته"، كناية عن هدوؤه الشديد وتركيزه العالى.
وأضاف عزب أن المجموعة عبارة عن 146 صورة لعائلة الفريق الماحى، والده ووالدته وزوجته، وصور موقع عليها بإمضائه من ضمنها صورة للضابط الشاب محمد سعيد الماحى مكتوب عليها "والدتى العزيزة، قال رسول الله صلى الله علية وسلم"الجنة تحت أقدام الأمهات" وقد لمست فى حياتى من عطفك هذه الجنة، فإليك صورتى رمز اعترافى بفضلك"، وهى مؤرخة بتاريخ 9 ديسمبر 1947، وأشار عزب إلى أنه يمكن لكافة متابعى موقع ذاكرة مصر المعاصرة الاطلاع على المجموعة فى الوقت الحالى عبر البحث عن "محمد سعيد الماحى"، وأضاف أنه يتوجه بالنداء إلى أسرة الفريق محمد سعيد الماحى لإضافة أوراق وصور سيادة الفريق الراحل إلى ذاكرة مصر المعاصرة حتى يتاح للأجيال التى لم تعرفه أن تتعرف عليه وعلى دوره البطولى فى حرب أكتوبر.
ويذكر أن المشير الجمسى كان قد قال عن الفريق محمد سعيد الماحى فى مذكراته أنه نجح فى إدارة معركة المدفعية بجدارة وقدرة فائقة الدقة، حيث استطاع توجيه أكثر من 2000 مدفع بصورة فائقة، كذلك كتائب صواريخ أرض أرض والتى تتبع سلاح المدفعية والتى استطاعت جميعها إصابة أهدافها المنشودة بدقة فائقة.
وذكر اللواء المجدوب واللواء البدرى فى كتابهما "حرب رمضان" أن المدفعية نجحت فى فتح الثغرات فى خط بارليف كما كان مخطط لها، مما ساهم بدوره فى مساعدة القوات البرية على اقتحام خط بارليف والسيطرة عليه فى زمن قياسى.
وقال العقيد عساف ياجورى الذى وقع فى أسر الجيش المصرى "لا يمكن أن تكون نيران المدفعية المصرية التى أصابت دباباتنا بهذه الدقة، إلا إذا كان ضابط تصحيح النيران المصرى يقف فوق برج دبابتى".
ولد الماحى فى 1 فبراير 1922 فى مدينة دمياط وتخرج من الكلية الحربية سنة 1942، ثم فى كلية أركان حرب سنة 1951، وشارك فى حرب 1967، وعين قائدا لسلاح المدفعية المصرية قبيل حرب أكتوبر، فأعاد بناء المدفعية على قواعد وأساليب حديثة.
واستطاع الماحى وضع خطه شديدة الدقة لسلاح المدفعية، وحدد لكل قائد كتيبة أهدافه المسبقة التى سيقوم بقصفها عند إعطاء الإشارة من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة.
كما استطاع الفريق الماحى بمساعدة رجال المخابرات الحربية القيام بعمليات الإخفاء والتمويه للوحدات التابعة لسلاح المدفعية، حتى لا يجهض العدو هذا السلاح عند بدء العمليات، وفى اليوم المنتظر للماحى ورجاله فى تمام الثانية وخمس دقائق، يعطى اللواء محمد سعيد الماحى مدير المدفعية الأمر لتشكيلات المدفعية قائلا "مدافع النيل.. اضرب".
وكان هذا التمهيد النيرانى لعبور قوات المشاة هو الأكبر فى تاريخ الحروب فى العالم بأسره، وقد أفادت القيادة العامة بأن نسبة إصابة المدفعية المصرية لأهدافها بلغت 100%.
وتقلد الفريق الماحى عدة مناصب بعد ذلك، منها كبير ياوران الرئيس أنور السادات ومدير المخابرات العامة ومحافظ الإسكندرية، وتوفى الفريق الماحى عام 2007 عن عمر يناهز الـ 85 عاما.
