"اليوم السابع" ينشر قصيدة الشاعر وائل السمرى بمناسبة الذكرى الثانية للثورة.. "عامان"

الإثنين، 28 يناير 2013 08:57 م
"اليوم السابع" ينشر قصيدة الشاعر وائل السمرى بمناسبة الذكرى الثانية للثورة.. "عامان" الشاعر وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عامان أنتظرُ الدخان َ ليبتعدْ
فما ابتعدْ
عامان..
أقرأُ في صلاتي
ثورة َ الإخلاص ِ للموتِ المؤجلِ في هتافات الثكالى
ولدي..
رأيتُك
في ميادينِ الإدانةِ
شاهرا سيف الأملْ
بينما صعد المرابي
فوق منبرِك
المرصعِ بالحناجرِ
والمقلْ
يخطو ..
فتنفجرُ العيونُ
وتسكنُ الآهاتُ شريانَ المللْ
ولدي ..
رأيتُك ..
في العيونِ اللامعاتِ
الحائراتِ
المطفأةْ
ورأيتُ
قاتلكَ المبرئ
صاعدا فوق المِنصةِ
حاملاً
زهراً
صناعيًا
ودمعًا
من زجاجٍ
باهتٍ
ليتوجَ الرأسَ الأبيَ
بحبلِ شوكْ
ولدي..
وما في الحبِ
شركْ.

عامان أمشي
في المسيرةِ
أكتب الآياتِ لافتةً
تنوء بصبرِها
تصرخُ الأوراقُ
"يسقط"
تسقط الأوراق
"يسقط"
تثمر الأوراق
"يسقط"
كلكم
"يسقط"
وما سقط
الولد

عامان ..
أسألني
ويسألني القدر
وأجيب مبتسما ببأسٍ
"لا مفر"
يجتاحني صوتٌ
يبعثرُ في المدى
رفضًا
لقاموسِ
التلونِ
والوهنْ
هل يا صغيرَ الحلمِ
جاء الحلمُ
محمولٌا
على ضوءِ الدماء؟
أم كان في الحلمِ اختمارٌ
للتراجيديا
يؤجلُ
نوحه حتى يهل عليك
منزوع الكفنْ؟

عامان..
تزكمني روائحُ جيفةِ الماضي البعيد
وهم
على طرف الحكاية
كالضباعْ
يترقبون المشهدَ الدمويَ
من خلفِ الزمانِ
لكي يقولوا:
- لم نكن في الفتنة الهوجاء.
إن أتت الرياح
بما يضر.
أو يقولوا
- انظروا .. ها نحن أبطال المعارك.
إن بدا
في الأفق لمعانُ
الغنائمِ
والعشورْ
رأيتُهم ..
يستخرجون من الكهوفِ
ملابسَ الوالي
وأختامَ الخليفةِ
ينبشون قبورهم
كي يكلموا
لوحاتِ خستهم
بمزج من أديمٍ داكنٍ
ورأيتُهم
يستكملون فسيفساءَ
الأمرِ بالمعروفِ
بالإذعانِ
والقهرِ
المعبأ في الحواشي
والهوامش
والخطبْ
ورأيتُهم
يستضعفون
نبيهم
كأبي لهبْ
ورأيتهم
يتنافسون على الموائدِ
ينهشون اللحم ميتًا
دون أن يترنموا
"فكرهتموه".
ورأيتُهم ..
يلقبون
كبير
عصبتهم
بألقاب
"المعظم
والمطهر
والمظفر
والأمين"
رأيتُهم ..
في "كربلاء الاتحادية"
وهم على أسوار قصر البؤس
منتكسو الجبين
رأيتهم مثل الخفافيش السكارى يقتلون
"حسيننا أبو ضيف"
لا "من أجل جرعة ماء"
وإنما
من أجل قبس من ضياء.

عامان أرقص
رقصة المخمور
بالنصر البليد
وفي عروقي
"زفرة المصري"
أمزج الزفرات
بالضحكِ المرير.
لا أبالي
باصطدام الضوء
بجدار البلاهة
قرب سور
"وزارة الفوضى"
أو
"القصر الكبير"
لا أبالي
بالمرابي
والمحلل
والمتاجر
والأجير
أينما كنتم
ستأتي زفرتي
ولو تحصنتم
بألفٍ
من بروج
"الشيخ ريحان"

جثتي..
ماء وطين
وسوركم..
أسمنت
في حشايا
الوعد بالآتين
في حشاكم
.. موت








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة